uaosr_img

مستجدات العصر الحديث وأثرها بالتعليم

بقلم د. سجية رابح حمليل – جامعة الجزائر1

 المدرسة هي المكان الذي يستشعر فيه الضمير بالقيم التي تكون تراث الإنسانية وأصالتها، لكن وجد معظم المسلمين بعض الصعوبات في التأقلم مع الحضارة المعاصرة، لعجزهم عن فهم الأصالة بشكل صحيح، والفهم الدقيق للعلم الذي يجب طلبه، والذي انعكس بدوره على حدود العلاقة بين المعلم والمتعلم؛ لذلك فالنقطة الأساسية في هذه الدراسة، معرفة كيفية الربط بين قيم الأصالة ومتغيرات العصر، بهدف إيجاد اعتراف رسمي واضح بأهمية إصلاح التعليم، مع التأكيد على أن عملية الإصلاح هذه رؤية فلسفية، وخطة استراتيجية لا تقتصر على وزارة التعليم فقط، وإنما تشمل كل الوزارات الأخرى في الوطن. فالمعلمون هم أعمدة المجتمع وأساس أرقى الحضارات عبر التاريخ؛ لذلك تقدير التعليم والعلماء تقدم، وإهدار التعليم وكرامة العلماء تخلف. لقد انبهر المسؤولون عن العملية التربوية في العالم الإسلامي المعاصر بمختلف منجزات الحضارة الغربية المادية عن النظر والاهتمام بتراثهم الأصيل، ترتّب عنه شهود أزمة تعليمية خطيرة في العالم المعاصر، فاقت في حدّ ذاتها أزمة الطعام، وأزمة الطاقة، وباقي الأزمات الأخرى، واعتقدوا استحالة تجاوز أي أزمة كانت بما فيها أزمة التّعليم، إلاّ بالانغماس ودون إعمال عقل أو فكر في عالم هذه الحضارة، والاستنجاد بها بكل ما تحمله في طياتها من سلبيات وإيجابيات، على الرُّغم ممّا خلّفته من كوارث في المجتمع. فكان لابد من الكشف عن آليّات وأساليب تعزيز الهوية العربية والإسلامية لمواجهة الهيمنة الثقافية في ضوء الرّؤية المعاصرة للتّعليم في زمن العولمة، وتعزيز الجانب الأخلاقي ومنظومة القيم التي تجمع بين ثوابت الأصالة ومتغيّرات العصر وانعكاساتها على علاقة المعلم بالمتعلّم الذي ولّد أزمة نفسية تمثّلت في غياب الفهم الدّقيق للطبيعة البشرية، في واقع تميّز بأنّه عصر زعامة الأحداث، بُغية الوقوف على المعالم النّظرية التربويّة الإسلاميةّ التي تصلٌحُ كبديل إسلامي يتّسم بالجديّة والفاعليّة في مسيرة التّعليم حاضراً ومستقبلاً .

شارك المقالة

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *