قال مستشار المرصد العربي لحقوق الانسان بالبرلمان العربي ، رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان بجامعة الدول العربية الأسبق الحقوقي دكتور أمجد بهجت شموط : إن ظهور منظمة عربية تعنى بشئون البحث العلمي في هذا التوقيت على وجه الخصوص يتزامن مع الحاجة الماسة لهكذا مؤسسات عربية تعمل بشكل فاعل ما يؤكد أن دعمها واجب عربي على الأصعدة كافة ، لذلك نثمن لقيادات مركز لندن جهودهم الاستثنائية وعمقهم العروبي الأصيل والسعي لتطوير المجتمعات العربية وتعزيز قيم النهوض بالأمة العربية وتمية مجتمعاتنا التي لن نبلغها إلا من خلال الاهتمام بالبحث العلمي .
وأضاف أن ميلاد منظمة فتية تتلاقى مع حاجة منطقتنا العربية لتعزيز دور التقنيات المعرفية والرقمية ومشاريع الطاقة والذكاء الاصطناعي، لدينا موارد بشرية وعلمية كافية لاسيما في بلاد المهجر في حين يستثمر الغرب العقول العربية ويحقق الكثير من الوان التقدم على كافة الأصعدة والصناعية في القلب منها. ولفت شموط إلى الأرقام الفلكية التي تمثل حجم الانفاق الغربي على المشروعات العلمية، لإيمانهم أنه الأساس الواضح لنهضتهم، فما أحوجنا نحن إلى الاستثمار في البحث العلمي النوعي والمرتبط باحتياجات السوق في المنطقة العربية ومن هنا تأتي أهمية المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي تلك الفكرة الرائدة التي قدمها لنا مركز لندن ويجب أن يدعمها جميع المعنيون في المنطقة العربية من حكومات وعلماء ورجال أعمال.
وأعرب شموط عن اسفه من تدني الموازنات الداعمة للبحث العلمي العربي سواء في خطط الحكومات أو حتى في الجامعات، إضافة إلى أن البحث بين أواسط الأكاديميين يستخدم للترقيات فحسب ما يدلل على تصنيفات الجامعات العربية المتواضعة التي لا ترتقي لمستوى التحديات العربية رغم كونها أكثر من مثيلتها بالغرب على الصعيد التنمية الاقتصادية، لذا نحن أحوج منهم للبحث العلمي واليات استثماره المرتبط بالواقع ومتطلبات السوق.
وتابع : شركاتنا ومؤسساتنا الكبرى في المنطقة لا ينقصها المال ولا خطط النجاح بل الإرادة والتوجه وتنسيق الجهود على صعيد حكومات ومؤسسات علمية لاستثمار البحث العلمي بشكل عملي فعال وهو ما رسمته المنظمة الوليدة في مساراتها ، لذلك أتوقع أنها ستكون فاتحة خير للإعمال الفعلي في الاطار الذي يحقق المصلحة العربية ويضع حلول للإشكاليات في ملفات اجتماعية واقتصادية وتنموية وبيئية ، مشيرًا إلى أننا من دون البحث العلمي سنبقى امة بلا أي تطور قيد انملة ، سنبقى تابعين خلف الركب العالمي ، لابد من استثمار بحث علمي يحاكي المصلحة العربية واحتياجاتنا ليكون لنا استقلال في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلاف ذلك سنظل نعاني القهر واليأس جراء تخلفنا عن الركب العالمي .
واقترح شموط من خلال هذا العمل المؤسسي على صعيد المنطقة العربية بوجود نخب علمية عربية في كافة المجالات أن تباشر المنظمة عملها في اطار التدرج المؤسسي فيتم التركيز على هدف وحيد كل عام ، العام الأول التمويل وبحث كيفية رفع مستواه على الصعيد الحكومي ، بعدها يمكن فتح حوار مع الحكومات العربية لرفع موازنات البحث العلم ، بعدها وفي عام آخر نركز على مد جسور التعاون مع مؤسسات مناظرة و التنسيق مع منظمات أممية مثل اليونسكو وغيرها ، بعد ذلك يمكن أن نتحدث مع العقول العربية في دول المهجر لنستميلهم ونحفزهم على العودة للمنطقة العربية ، كما يمكن التعاون مع اتحاد الجامعات العربية بما له من دور في رفع كفاءة استثمار البحث العلمي .