بقلم أ.د عبد الكريم الوزان
بات التحول الرقمي اليوم سمة العصر، ومظهر من مظاهر التكنولوجيا المتقدمة، بحيث غطى على كل العلوم وتطبيقات الحياة. فهو خطة عملية تنفذها الجهات المؤسسية لتفعيل التكنولوجيا الرقمية في كافة الأعمال المتاحة، وله نتائج إيجابية تتعلق بتحسين مستوى الانتاج ، وتطوير أداء العملاء والمتفاعلين والجمهور، وتخفيض كلف التشغيل التقليدية.
ولابد من توفر مقومات لهذا التحول منها: رأس المال، حسن الخبرة، الأداء، المعرفة، الوعي، والإصرار على تجاوز أساليب العمل التقليدية، إضافة لدور الحوسبة السحابية(Cloud (Computing ونعني بها “تكنولوجيا تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب الشخصي إلى ما يسمى السحابة وهي تتمثل في جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الانترنت، ليست مخزنة على القرص الصلب بل على خدمات الشركة المقدمة للخدمة “، التي تقوم بتقديم خدمات على مستوى عال من التقنيات. وبلاشك فإن هذا الإبداع العلمي ينعكس على النخب من علماء وأساتذة جامعات وقادة ومفكرين وحتى المدرسين في الثانويات. ومن نتائج هذا الإنعكاس الإختزال بشكل عام ، وتقليص مساحة الحوار، وتحقيق عطاء أكبر في الإبداع، وتقديم إنجازات إنسانية واسعة كل ضمن تخصصه، فضلا عن زيادة سعة الشمولية في التأثير الإيجابي وصولا لتحقيق تقارب كبير بين الحضارات. ويمكن تأمين كل ذلك من خلال تحسين النظم السياسية والإقتصادية للدول والعالم أجمع. وكذلك تحكيم الخطاب الإعلامي ومخاطبة الرأي العام وفق نهج علمي سليم وتحويله من رأي عام باطن إلى رأي عام ظاهر، يضغط على الحكومات فيعدل من السياسات ويعيد النظر بإصدار الأحكام. ولابد من تقديم رعاية أمنية وإقتصادية وعلمية لهذه النخب، وتحصينهم فكريا، مع منحهم مساحة من الحرية في ظل إستثمار وإستغلال التحول الرقمي ، وتشجيعهم على العطاء العلمي والفكري ، وتبعيثهم لحضور المؤتمرات والندوات ذات الصلة بتخصصاتهم المختلفة، وزيادة البحوث وإيلاء اهمية للمراكز البحثية. وكل ذلك له تأثيراته الايجابية الكبيرة في رفع المستوى العلمي الحديث وتطوير المناهج التعليمية للدول، وحماية الأمن القومي وتحقيق الحياة الحرة الكريمة.
5 Responses
تحياتي واحترامي الكبيرين للمعلم الكبير باسمه ومقامه صاحب التاريخ الحافل بالكثير من العطاء النوعي الثر والمتجدد دائما في المجالات الاعلاميه والثقافيه والعلميه معالي البروف الاستاذ
عبد الكريم الوزان المحترم مقال رائع وراقي كرقيكم .
محبتي واعتزازي
المهم ان نحاول تأمين ذلك بكافة الطرق
أحسنت دكتور موضوع مهم ويواكب التطورات التي تشهدها المجتمعات والوقت الحاضر
**تحليل وتعليق على المقال**
المقال الذي كتبه الأستاذ الدكتور عبد الكريم الوزان يعالج موضوعًا بالغ الأهمية في العصر الحالي، وهو **التحول الرقمي** وتأثيره على مختلف مجالات الحياة، من الإنتاج والاقتصاد إلى التعليم والسياسة. المقال يسلط الضوء على **الفرص والتحديات** التي يفرضها هذا التحول، ويطرح رؤية متكاملة حول كيفية الاستفادة منه بشكل فعال.
### **تحليل المقال:**
1. **ماهية التحول الرقمي وأهميته:**
يوضح الكاتب أن التحول الرقمي أصبح ضرورة حتمية وليس مجرد خيار، حيث يؤثر بشكل مباشر على كفاءة المؤسسات، ويقلل التكاليف التشغيلية التقليدية، مما يعزز من إنتاجية الأفراد والمؤسسات.
2. **المقومات المطلوبة:**
يؤكد المقال على أن نجاح التحول الرقمي يتطلب **رأس المال، المعرفة، الخبرة، الأداء، الوعي، والإصرار على تجاوز الأساليب التقليدية**. كما يشير إلى دور **الحوسبة السحابية** في تسهيل عمليات التحول، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والمرونة في إدارة البيانات.
3. **انعكاسات التحول الرقمي على النخب والمجتمع:**
يطرح الكاتب فكرة أن هذا التحول ينعكس بشكل مباشر على النخب الأكاديمية والمفكرين والقادة، حيث يؤدي إلى **اختزال الوقت، تقليص مساحة الحوار التقليدي، وتعزيز الإنتاجية الفكرية والعلمية**، مما يساهم في التقارب بين الحضارات.
4. **دور السياسة والإعلام:**
يربط المقال بين التحول الرقمي والتأثير على السياسات العامة، حيث يمكن للرأي العام، من خلال وسائل الإعلام الرقمية، أن يصبح قوة ضاغطة على الحكومات، مما يؤدي إلى تعديلات في السياسات وقرارات أكثر استجابة لاحتياجات المجتمع.
5. **الاهتمام بالنخب ودعم البحث العلمي:**
يدعو الكاتب إلى تقديم **رعاية أمنية واقتصادية وعلمية للنخب الفكرية والأكاديمية**، ومنحهم **حرية البحث والإبداع**، بالإضافة إلى دعم المراكز البحثية، مما يساهم في تطوير المناهج التعليمية وحماية الأمن القومي.
### **التعليق على المقال:**
المقال يعكس رؤية استراتيجية شاملة للتحول الرقمي، ويبرز دوره المحوري في **إعادة تشكيل المجتمعات والمؤسسات**. ومع ذلك، يمكن الإضافة إلى بعض الجوانب المهمة مثل:
– **التحديات المرتبطة بالأمن السيبراني**: حيث أن التحول الرقمي يعزز الإنتاجية، لكنه أيضًا يزيد من مخاطر الاختراقات الإلكترونية والتجسس الصناعي، مما يتطلب سياسات قوية للأمن الرقمي.
– **البعد الأخلاقي والإنساني للتحول الرقمي**: في ظل الرقمنة المتزايدة، من المهم التأكيد على القيم الإنسانية والأخلاقية، بحيث لا يتحول التقدم التكنولوجي إلى أداة للتحكم والسيطرة.
– **التفاوت الرقمي بين الدول**: هناك دول متقدمة قادرة على تبني التحول الرقمي بسرعة، بينما تعاني دول أخرى من ضعف البنية التحتية، مما يستدعي سياسات لدعم التحول العادل.
ختامًا
المقال يمثل دعوة صادقة للاستثمار في التحول الرقمي، ليس فقط من الناحية التكنولوجية، ولكن أيضًا من خلال تمكين النخب، تعزيز البحث العلمي، وتحقيق إصلاحات سياسية وإعلامية تواكب هذا التطور. إن التحول الرقمي إذا تم استثماره بالشكل الصحيح، يمكن أن يكون قوة إيجابية تدفع المجتمعات نحو التقدم والاستقرار.
بوركت دكتورنا الغالي