بقلم أ.د عبد الكريم الوزان
يُعد الإعلام اليوم في طليعة العلوم، حيث يتبوأ مكانة تفاعلية داعمة لها، بخاصة بعد التطور التكنولوجي الكبير. ولقد أُستغل الإعلام من قبل صنّاع القرار والساسة لتنفيذ أجندات مختلفة تتناسب مع أهدافهم وتطلعاتهم. وحيث أن الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها، فقد وجدت السياسات ضالتها في هذا المنطلق، وأصبحت هناك مناورات سياسية تستخدم في وسائل الاعلام . فلايوجد إعلام من دون سياسة ولاسياسة من دون إعلام ، والتأثير الحاصل بينهما ينعكس على الآخر. وبات جليًا أن الإعلام يؤثر على طبيعة ايجاد القرارات الداخلية والخارجية في السياسات. بإعتباره عنصراً رئيسياً من عناصر النظام الدولي في عصر الانفتاح العلمي، والهيمنة عليه بمثابة هدف استراتيجي للدول المهيمنة، وبذلك تخضعه لصالحها في الصراعات الدولية.
والمناورات السياسية هي ” جزء أساسي من أي عملية سياسية، وتنطوي على استخدام التكتيكات الاستراتيجية للحصول على ميزة أو تحقيق هدف معين”.
واستخدمت المناورات السياسية في وسائل الإعلام، من خلال ” تأطير القضايا والتأثير على الرأي العام وبناء الصورة والتحكم في الخطاب السياسي وكذلك في الهجوم على الخصوم”. مثال ذلك ، تأطير المواضيع السياسية بأساليب وطرق مختلفة من خلال استخدام اللغة الإعلامية. وإستغلال بعض القامات الإعلامية المعروفة وتسخيرها لتنفيذ أجندات سياسية. كذلك عرض أخبار تفتقد للمصداقية، حتى تغير قناعات الرأي العام. بواسطة تسليط الأضواء على قضايا للتعتيم على غيرها.
وهنا يتوجب على الإعلام أن لا ينأى عن الحيادية والاستقلالية، وأن يلتزم بمقومات التربية الإعلامية وبرصانة الخطاب الإعلامي، وأن يحافظ على شخصيته وكيانه، بحيث تكون رسائله الاتصالية مقبولة للجميع وذات رجع صدى ايجابي، وإلا ستكون هناك سلبيات خطيرة فيه، بسبب هذه المناورات، كتأثيرها على الديمقراطية وفقدان الثقة، كما أنها تؤدي إلى انعدام المصداقية بوسائل الإعلام وتخلق صورة ضبابية لدى المتلقين من الجمهور.
One Response
مبدع كما عهدناك بروف