البحث العلمي يعد أساسا لأي تقدم وتطور في مختلف المجالات التي يعد التعليم من أهمها،والارتباط بين البحث العلمي وتطوير البرامج التعليمية ارتباط وثيق؛ حيث يسهم البحث العلمي في تحليل العمليات التعليمية وفهمها بشكل أعمق، وبالتالي تحسينها وتطويرها بما يتوافق مع احتياجات المتعلمين ومتطلبات العصر، ويساعد البحث العلمي في تحديد الاحتياجات التعليمية للطلاب بناءً على تحليلات دقيقة وموضوعية، مما يسمح بتصميم برامج تعليمية تلبي هذه الاحتياجات بفعالية، ومن خلال الدراسات والأبحاث، يمكن تقييم فاعلية الأساليب التعليمية المختلفة والأدوات المستخدمة في العملية التعليمية، وتحديد أيهما الأكثر فعالية في تحقيق الأهداف التعليمية، ويساهم البحث العلمي في تحديث المحتوى التعليمي وتطويره بما يتوافق مع أحدث الأساليب والتقنيات، مما يجعل العملية التعليمية أكثر تطورًا، ويعزز البحث العلمي من التعاون بين مختلف التخصصات لخلق برامج تعليمية متكاملة تجمع بين العلوم والفنون والمهارات العملية، ما يعزز من شمولية التعليم.
ومما لا شك فيه أن البحث العلمي له تأثيرات عملية في التعليم؛ حيث إن البرامج التعليمية المطورة بناءً على الأسس البحثية غالبًا ما تكون أكثر فعالية في تحقيق نتائج تعليمية مرجوة، مثل تحسين مستويات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، والبرامج التعليمية المصممة على أساس البحث تساهم في زيادة تفاعل الطلاب ومشاركتهم؛ وذلك لأنها تكون مصممة بطريقة تلبي أساليب تعلمهم واهتماماتهم، والبحث العلمي يمكِّن البرامج التعليمية من التكيف بشكل مستمر مع التغيرات التكنولوجية والعلمية السريعة، مما يضمن للطلاب الحصول على تعليم معاصر وقابل للتطبيق في مختلف المجالات.
ومما لا شك فيه أن البحث العلمي يعد محركًا أساسيًّا للتطوير في المجال التعليمي، ومن خلال توظيف نتائجه بشكل إستراتيجي وفعّاليمكن للمؤسسات التعليمية أن تحسن من جودة تعليمها، وتزيد من فعالية برامجها التعليمية، كما أن الاستثمار في البحث العلمي هو استثمار في مستقبل التعليم، وفي بناء جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة وابتكار، وعند الرجوع إلى الدراسات والأبحاث العلمية تبين أن البحث التربوي له دور فعال في تحسين المناهج الدراسية، وتطوير الإستراتيجيات التعليمية، وتقييم وتقويم البرامج التعليمية التي بدورها تحسن من العملية التعليمية، هذا بالإضافة إلى التطوير المهني للمعلمين والمعلمات، وتصميم بيئة تعليمية تعزز التعلم الفعال، كما أن البحث العلمي له دور فعال في دعم القرارات التعليمية، وغيرها الكثير من النتائج البحثية التي وفرت أساسًا متينًا لتحسين العملية التعليمية وتطويرهابطرق مختلفة، وهذا بدور يضمن التكيف المستمر مع التغيرات السريعة في العالم المعاصر.
ومن خلال ما سبق تبين أهمية البحث العلمي في تطوير البرامج التعليمية، ولهذا يجب على وزارات التربية والتعليم التابعة للحكومات العربيةالاهتمامبالبحث العلمي من أجل تطوير البرامج التعليمية.
ومن أبرز الأساليب والإستراتيجيات التي بدورها تساهم في دعم البحث العلمي وتعزيزهفي الميدان التربوي التابع لوزارة التربية والاهتمام فيه تخصيص ميزانية مخصصة للبحث العلمي في المجال التربوي لدعم الأبحاث والمشاريع التي تهدف إلى تطوير البرامج التعليمية وتحسين جودة التعليم، والتعاون مع الجامعات العربية والمؤسسات البحثية لتعزيز الأبحاث المشتركة وتبادل الخبرات والمعارف، وإنشاء برامج تحفيزية ومنح بحثية للمعلمين والطلاب لتشجيعهم على إجراء أبحاث تربوية ومشاريع علمية، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة في التربية والتعليم تكون مهمتها الرئيسة دراسة البرامج التعليمية وتطويرها،واقتراح الابتكارات التربوية، وتنظيم مؤتمرات وندوات علمية لمناقشة آخر الأبحاث والتطورات في مجال التربية والتعليم، وتبادل الأفكار والرؤى بين الباحثين والخبراء، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل للمعلمين لتعليمهم في كيفية إجراء الأبحاث العلمية، وتزويدهم بأحدث الأبحاث والابتكارات في مجال التعليم وتطبيقها في الفصول الدراسية، وتوفير قاعدة بيانات ومكتبات رقمية تحتوي على أحدث الأبحاث والدراسات في مجال
وفي الختام، لا شك أن البحث العلمي التربوي يحقق تحسينات جوهرية في جودة التعليم، ويساهم في تطوير أساليب تدريس مبتكرة وفعالة، وتحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع متطلبات العصر، وفهم أعمق لاحتياجات الطلاب وقدراتهم، كما يساعد البحث العلمي في تقييم فعالية البرامج التعليمية الحالية، وإدخال التحسينات اللازمة لضمان تحقيق الأهداف التعليمية، وغيرها الكثير من النتائج التي ساهمت وساعدت في تطوير البرامج التعليمية؛ ولهذا أصبح الاهتمام ودعم الأبحاث العلمية التربوية ضرورة في وزارات التربية والتعليم التابعة للحكومات العربية؛ وذلك لمواكبة التطور وبناء مستقبل أكاديمي قوي ومجتمع متعلم ومتقدم.