بقلم : عضو المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي د. نورا شرقاوي أبازيد – أستاذ البكتيريا المساعد – جامعة أسوان- مصر

تُعد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من أكبر التحديات الصحية في العالم، حيث تقل فعالية الأدوية التقليدية بشكل متزايد، مما يهدد بعودة أمراض معدية خطيرة. في ظل هذه الأزمة، تتجه الأنظار إلى النباتات الطبية كمصدر طبيعي غني بالمركبات الفعّالة، التي أثبتت الأبحاث العلمية قدرتها على مكافحة البكتيريا والحد من انتشارها.

المركبات الفعّالة في النباتات:

النباتات تنتج مجموعة واسعة من المركبات الثانوية مثل الفينولات، الفلافونويدات، الألكالويدات، والتربينويدات، والتي تمنحها القدرة على مقاومة الميكروبات في بيئاتها الطبيعية. هذه المركبات نفسها يمكن استخدامها كعلاجات بشرية طبيعية ضد أنواع مختلفة من البكتيريا.

نباتات ذات نشاط مضاد للبكتيريا:

1. الثوم (Allium sativum)
   يحتوي على مركب الأليسين، الذي يعمل على تعطيل الإنزيمات الأساسية داخل الخلية البكتيرية، مما يؤدي إلى موتها.
2. البصل  (Allium cepa)
   يحتوي على مركبات كبريتية وفلافونويدات مثل الكيرسيتين  (Quercetin)، التي أظهرت تأثيرًا مضادًا للبكتيريا.
3. الكركم (Curcuma longa)
   يحتوي على الكركومين، وهو مركب نشط أظهر تأثيرًا مضادًا للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، كما أنه يؤثر على جدار الخلية البكتيرية ويمنع تكوين الأغشية الحيوية.
4. الزنجبيل  (Zingiber officinale)
   غني بمركبات مثل جينجيرول، التي أظهرت فعاليتها ضد البكتيريا، كما أن مستخلص الزنجبيل يبطئ نمو هذه البكتيريا ويقلل من حدتها.
5. الزعتر  (Thymus vulgaris)
   يحتوي على مركبات الثيمول والكارفاكرول، التي أظهرت تأثيرًا واسع الطيف ضد البكتيريا موجبة وسالبة الجرام. وفقًا للدراسات، فإن هذه المركبات تسبب تدمير غشاء الخلية البكتيرية مما يؤدي إلى موتها.
6. الحبة السوداء  (Nigella sativa)
   تُعرف باسم حبة البركة، وتحتوي على مركب الثيموكينون  (Thymoquinone)، الذي أظهر نشاطًا قويًا ضد البكتيريا، وأكدت الدراسات أن مستخلص الحبة السوداء يقلل من نمو البكتيريا المقاومة ويعزز المناعة الطبيعية للجسم.
7. القرنفل  (Syzygium aromaticum)
   غني بمركب الأوجينول  (Eugenol)، الذي يمتلك تأثيرًا مضادًا للبكتيريا والفطريات. وأظهرت نتائج الأبحاث أن الأوجينول قادرعلى تثبيط نمو البكتيريا، إضافة إلى تأثيره على الحد من السموم البكتيرية.

مزايا النباتات كمضادات حيوية طبيعية:

• آمنة نسبيًا وقليلة الأعراض الجانبية.
• تمتلك أكثر من آلية لمهاجمة البكتيريا، مما يقلل من فرص ظهور مقاومة جديدة.
• يمكن دمجها مع المضادات الحيوية التقليدية لتعزيز الفعالية.

التحديات والآفاق المستقبلية:

• الحاجة إلى تجارب سريرية واسعة لتأكيد الفعالية على البشر.
• اختلاف التركيب الكيميائي للنباتات باختلاف الظروف البيئية.
• صعوبة إنتاج كميات كبيرة من بعض المركبات الفعّالة.

تحذير:

“ينبغي استشارة الطبيب المختص قبل استخدام هذه المضادات الحيوية الطبيعية، وذلك للتأكد من ملاءمتها للحالة الصحية للمريض، وتجنب أي تداخلات دوائية محتملة قد تؤثر على فعالية العلاج أو تزيد من آثاره الجانبية”.

………………………………………………………………………………………………………………………

*خاتمة:
“تُعد النباتات مصدرًا دوائيًا واعدًا، إذ كشفت الدراسات الحديثة عن احتوائها على مركبات فعّالة ذات خصائص مضادة للبكتيريا الممرضة. ويُنظر إلى هذه المركبات النباتية باعتبارها أحد الخيارات الاستراتيجية المحتملة للتغلب على أزمة المقاومة البكتيرية المتصاعدة عالميًا، الأمر الذي يعزز أهمية البحث العلمي في تطوير علاجات قائمة على المصادر الطبيعية ذات كفاءة وأمان.”