لقد أثرت التغيرات المناخية الصعبة والخطيرة بفعل عديد العوامل كالتصحر والجفاف والاحتباس الحراري والتلوث إلى تزايد التهديدات على مستقبل الكائنات البشرية والحيوانية وحتى النباتية، مما أضحى محتما على المجتمع الدولي البحث عن السبل الكفيلة بتقليل حدة تلك التغيرات المناخية على مختلف مناحي الحياة في كوكب الأرض، ضمانا لسلامة الأجيال الحالية وكذا حفاظا على حقوق الأجيال القادمة بما يعرف بالاستدامة.
من هنا وجب علينا البحث في ميكانيزمات تكييف البرامج والمناهج التعليمية والتربوية بما يتماشى مع خطورة الوضع، والعمل أكثر فأكثر على تربية الأجيال الناشئة على مفاهيم الاستدامة البيئية منذ السنوات الأولى في التحاقهم بالمدارس ودور الحضانة والرعاية إلى الأطوار الأخرى من التعليم المتوسط والثانوي وحتى التعليم العالي، الهدف هو كسب ثقافة بيئية للحفاظ على الموارد التي قد تنقص مع مرور الزمن أو تصبح نادرة وموزعة توزيعا غير عادل بين الأمم والشعوب مثل المياه والغذاء والطاقة..إلخ .
إن تربية الأجيال على حسن استغلال الماء وعدم تبذيره، الحفاظ على الغذاء ومصادره وعدم الاسراف فيه، التوجه نحو استعمال الطاقات البديلة لأنها صديقة للبيئة، غرس ثقافات التدوير لمختلف المستعملات، المساهمة في حملات التشجير والحفاظ على الثروات الطبيعية، المحافظة على التنوع البيولوجي النباتي كان أو الحيواني كلها مبادئ يجب التقيد بها في المناهج التعليمية من أجل أن نبني جيلا يحافظ على البيئة ويطبق مبادئ الاستدامة حفاظا على البقاء والاستمرارية لموارد الكرة الأرضية ، فالتعليم المستدام يقتضي ادراج مقاييس خاصة بمبادئ الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري لغرس مبادئ التنمية المستدامة لدى الأجيال .
عن الكاتب :
د. لحول عبد القادر
أستاذ الاقتصاد جامعة سعيدة الجزائر
مدير لجنة التنمية المستدامة التابعة للمنظمة الدبلوماسية العالمية