تأتي فكرة إنشاء المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي في وقت يشهد فيه العالم العربي واقع يصعب فيه غرس أفكار تسهم في التنمية المستدامة ورفاهية 450 مليون عربي من المحيط إلى الخليج ، لذلك تطلب الغرس تعبيد أرضًا جديدة فانطلقت الفكرة من الخبرات المتراكمة لمركز لندن للبحوث والاستشارات الذي أقام في ثلاثة عشر عامًا منذ انشاءه في العاصمة البريطانية لندن حتى نهاية عام 2023 ثلاثة عشر مؤتمرًا علميًا في 9 دول أوربية وعربية مختلفة ، وجاء حصاد ذلك عامراً بمئات الأبحاث العلمية الرصينة التي كانت تحتاج إلى صانع القرار الذي يتلقفها فيحولها إلى مشروعات عمل تستفد منها المجتمعات .
فانطلقت دوافع انشاء المنظمة من الرغبة في تنمية وتقدم العالم العربي العامر بالثروات غير المستثمرة ، واعتبار الإنسان رأس المال الحقيقي باستثمار الأفكار البحثية وتحويلها إلى مشروعات عمل تعزز دور البحث العلمي العربي كأساس لنهضة المجتمعات وتنمية الإنسان وتطور جودة منتجات الشركات العربية وابتكار الجديد منها ، وتغير مشهد معاناة البحث العلمي العربي وضعف اسهاماته في تطوير مجتمعاتنا وعدم قدرته على رفع المعدلات الاقتصادية والاجتماعية للفرد ومن ثم التراجع الحادث على عدة أصعدة ، وضعف أرقام التنافسية العربية بالمقارنة بدول العالم المتقدمة ، فكانت فكرة استنهاض همم نخب نابغة من الباحثين العرب داخل وخارج المساقات الأكاديمية ، ليسبروا أغوار مشكلات المجتمعات وتحدياتها الجسام والتعرف علي حاجات مؤسساتها الاقتصادية المختلفة ، بهدف تحديد مسارات بحثية واضحة بإنتاجها يمكن أن تسهم في تقدم تلك المجتمعات ورفاهية أفرادها والتنسيق فيما بينها لتحقيق غايات وأهداف مشتركة بينها تعود بالنفع على كافة أفراد ومؤسسات المجتمعات العربية.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى ثورة علمية تقوم عليها عدة مشروعات تسير في خطوط متوازية ، منها جاءت فكرة مشروع المنظمة العربية المتحدة للاستثمار في البحث العلمي للتصدي لكم كبير من التحديات أمام الدول العربية نحو القيام بمشروع عربي موحد يتجاوز واقع المحلية الضيقة ويمنح البعد العلمي ما يستحقه من الاهتمام والرعاية لنماء مجتمعاتنا ، وتلك هي دوافع المنظمة التي من المقرر أن تعمل من خلال ثلاث مسارات تنموية وتجارية وبيت خبرة للمؤسسات الحكومية والخاصة وستباشر عملها في هذه المسارات محملة بخمسة قطاعات في خطتها الخمسية الأولى هي قطاعات صناعات السياحة والتعليم والأدوية والأغذية والطاقة.