يمر العالم في السنوات الأخيرة بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، من بينها نقص الغذاء الذي يصعب سبل العيش في المنطقة العربية، وتسببت عدد من العوامل في تفاقم ذلك الوضع كالزيادة السكانية والتدهور المُستمر في البيئة والتغيرات المناخية والصراعات السياسية في العالم وتداعياتها على الأمن الغذائي، وفي السنوات الأربع الأخيرة تداعيات وباء “كورونا” والأزمة الأوكرانية الروسية، والاعتداء الغاشم على غزة، والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة الأمر الذي خلق تحديات كبيرة تحتم علينا التعاون والتنسيق لمواجهتها.
تؤدي الصناعة الدوائية دورًا رئيسًا في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لكونها من الصناعات الكيماوية والاستراتيجية التي تؤثر مباشرة في صحة الإنسان وحياته وُتعنى بسلعة استراتيجية مهمة وهـي الـدواء. وهـي مـن أكثر الصناعات التي تخضع لعدد كبير مـن القوانين والـقـيـود، وتعتمد أكثر فأكثر على الاكتشافات العلمية والتكنولوجية والتحديث المستمر والارتكاز على الأدبيات العلمية ، وتحتاج إلى رأس مال كبير وكفاءات علمية متخصصة لإقامتها، فباتت واحدة من أضخم الصناعات في العالم وتسيطر عليها شركات عملاقة.
يشكل قطاع السياحة في الوطن العربي أحد أهم مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني للعديد من دوله ، فهو من مكونات الصادرات الخدمية ذات التأثير الكبير في ميزان المدفوعات، لكون ذلك القطاع من الأنشطة التي تساهم بفعالية في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وزيادة إيرادات النقد الأجنبي ، كما تمثل السياحة صناعة متطورة ومتعددة الاتجاهات مع مجمل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتضم طيف كبير من الأنشطة في المعالم السياحية بالدول العربية ، وعلى الرغم من امتلاك العالم العربي مقومات سياحية واسعة يمكنها أن تؤهله لأن يكون من أكثر مناطق العالم جذباً للسياح إلا أن حصته من السياحة العالمية لا تتجاوز نسبة خمسة في المائة، وهي لا تتناسب مع ما يذخر به العالم العربي من ثروات طبيعية وثقافية وحضارية مختلفة.
الطاقة من القواعد الرئيسة في حياة الإنسان ، حيث تمكنه من القيام بوظائفه المختلفة، والمحافظة على حياته الطبيعية، ومن أهم أشكال الطاقة التي يعتمد عليها نشاطه : الطاقة الكيميائية والميكانيكية والحرارية ، وتحتل الطاقة في حياة الإنسان مكانة أساسية على صعيد أخر يدخل مباشرة في محاور التنمية حيث تتيح صناعة الطاقة والاستثمارات الممكنة بها وإطلاق الابتكارات ملايين الفرص الوظيفية ومن ثم تطور المجتمعات ، وللطاقة دور شديد الأهمية في الإسهام بالناتج المحلي الإجمالي للبلدان الغنية بالنفط ، ومن ثم تشكل محركاً رئيساً للتنمية الاجتماعية ، فضلًا عن دورها في إنتاج المحاصيل والأسماك والثروة الحيوانية ومنتجات الغابات ، وفي تخزين الأغذية وتجهيزها، وفي نقل الأغذية وتوزيعها وإعداداها.
تظل صناعة التعليم وجودته علامة فارقة في عملية التطوير والحفاظ على التنمية ، فالتعليم ليس مجرد عمل يقوم به نظام تعليمي يتم بموجبه تأهيل أفراد للحصول على معلومات ومن ثم شهادات ، لكنه بات أكثر اتصالاً بحياة الإنسان والحضارةِ معاً ؛ إذ بدونه يفقد المُجتمع دوره ووظيفته، وقد اعتبر كثير من العلماء أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها ، فصناعة التعليم وأثره في التنمية البشرية تُعَدّ منهجاً ربانياً ، فليس من قبيل الصدفة أن تكون كلمة «اقرأ» أول الكلمات التي نزلت على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ، الذي قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم، في إشارة واضحة إلى أهمية التعليم وفاعلية دوره في حياة المجتمع بصورة عامة؛ إذ يُعَدّ بمؤسساته المتعددة بوتقة آمنة لتشكيل مضغ الوعي، لتنضج فيه مفاهيم الإنسان حول ماهيته ورسالته في الحياة، لذلك غني عن البيان أهمية التعليم في حياة الإنسان وتطور الأمم ، فهو الرئة التي يتنفس من خلالها المجتمع، والبوصلة التي تحرك الحضارة لبناء معارف الإنسان ومنحه القدرة على الحياة ومن ثم صناعة التاريخ، والتعاطي مع مختلف العوالم من حوله .