بقلم : د. يوسف أمحمد

الأستاذ بجامعة طرابلس

علم الاجتماع القيمي هو أحد فروع علم الاجتماع الذي يركز على دراسة القيم وتأثيرها على المجتمعات. القيم هي المعايير والمبادئ التي توجه سلوك الأفراد والمجتمعات، مثل الحرية، العدالة، والمساواة.

يعتبر علم الاجتماع القيمي القيم على أنها ليست فقط مبادئ فردية، بل أيضًا جزء من النظام الاجتماعي الذي يتفاعل مع المؤسسات والتقاليد.

من خلال هذا العلم، يدرس الباحثون كيف تؤثر القيم على تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض وعلى تشكيل هوياتهم. مثلاً، كيف تختلف القيم بين المجتمعات، وكيف يمكن للقيم المتناقضة (ما هو مقبول أو مرفوض، وما هو جيد أو سيئ في المجتمع) أن تسبب نزاعات. على سبيل المثال، في مجتمع قد تكون الحرية الفردية قيمة أساسية، بينما في مجتمع آخر قد تكون التقاليد الجماعية أكثر أهمية.

أيضًا، يلعب علم الاجتماع القيمي دورًا هامًا في تحليل كيفية تطور القيم بمرور الوقت. القيم ليست ثابتة؛ فهي تتغير مع التغيرات الاقتصادية، السياسية، والثقافية. مثلًا، مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن نلاحظ تغيّرًا في القيم المرتبطة بالخصوصية والتواصل، مما يجعلها محورًا مهمًا لدراسة الظواهر الاجتماعية.

باختصار، علم الاجتماع القيمي يساعدنا في فهم كيف تشكل القيم المجتمعات وتؤثر على تفاعلات الأفراد، مما يمنحنا نظرة أعمق على التحولات الاجتماعية والاختلافات الثقافية. كما يساعدنا على فهم كيفية تصادم القيم أحيانًا بين المجتمعات المختلفة، أو حتى داخل المجتمع نفسه، مما يؤدي إلى نزاعات اجتماعية وسياسية ودينية. لذا، يعتبر هذا العلم أداة مهمة لتحليل التغيرات الاجتماعية وتوجيه السياسات التي تراعي هذه التحولات.