بقلم أ.د عبد الكريم الوزان
بات الإعلام اليوم التعبير الموضوعي لعقلية وروح وميول واتجاهات الجماهير في ظل التكنولوجيا الكبيرة وبخاصة في مجالي الاعلام والاتصال في مقدمة العلوم ، لما يمثله من تأثير كبير على العقول والاتجاهات والأفكار. ومن مهامه المعاصرة تشكيل الأنماط الفكرية للشعوب المؤلفة من التفكير العقلاني والعواطف ’ حيث يعد النمط الفكري أكثر ظهورا وقبولا كلما كان التفكير بذات الوصف. هذا التفكير هو الناتج للحقل الشعاعي . والأخير كما يراه موقع (Wellbii Team) ” يحتوي على جودة أفكارك وعواطفك فقط. ”
وبغية التأثير الايجابي والفاعل في تشكيل الأنماط الفكرية للشعوب لابد من تحقق عدة مقومات منها وعي القائم بالاتصال، ومدى سعة الخبرات التقنية والمهنية التي يمتلكها، ورصانة الخطاب الإعلامي الذي يتم تصميمه، وفهم ثقافات جمهور الشعوب المستهدفة، والتزامه بعناصر التربية الاعلامية واهتمامه باللغة. كما أن تشكيل الأنماط يتم بشكل أكثر مقبولية من غيره من خلال الأدب والفن عبر وسائل الاعلام . أيضا لابد من الاطلاع على تاريخ وحضارات الشعوب. ومن المفيد عقد المؤتمرات الدولية، واستغلال السياحة لإستخلاص الأفكار والعلوم والتقاليد، دون المساس بالثوابت والإصول. وهناك عوامل أساسية تعد كالسقف الذي يزاول فيه الإعلامي والجمهور على السواء مهامهم وتقبلهم للرسائل الاتصالية كسياسة الدولة واستتباب الأمن والجانب الاقتصادي والاجتماعي ومقدار تفهم ووعي ساسة البلاد للإعلام ودوره المتنوع والخطير. كذلك يتوجب أن يتم توحيد الخطاب الاعلامي العربي ليكون التأثير موحدا ومنسقا .
لقد أصبح مواطن اليوم رقميا، ويستفيد من العلوم الأخرى كالذكاء الاصطناعي ، فتجد الأطفال يستخدمون أجهزة (الآي باد)، وهذا يتطلب من المسؤولين والساسة ملاحظة المخاطر من ” البروباغاندا ” الموجهة ، واعداد أجيال تدرس الإعلام في المناهج الثانوية كدراستهم للتاريخ والجغرافية وفي ذلك ترصين للحصانة الفكرية. وأن يكون للأسرة المدرسة والوطن الأم الدور الأساسي في التهيئة الفكرية والثقافية وهذا مايساعد أيضا في المستقبل على تشكيل الأنماط الفكرية للشعوب