أكد مدير عام المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي د. محمد عبد العزيز أن المنظمة تربطها أواصر قوية وقنوات مشتركة مع دول العالم الإسلامي تسمح لها بتعاون مشترك يثري المجتمعات العربية والإسلامية على حد سواء ، جاء هذا في مستهل كلمته في الاجتماع الذي عقدته المنظمة أمس عبر المنصة المرئية مع رئيس لجنة التعليم العالي في الحكومة الباكستانية ” المفوضية ” د. مختار أحمد الذي رحب بوفد المنظمة مؤكدا على انفتاحه على مناقشة أفكار التعاون مع المنظمة وبمشاركة نائبي رئيس مجلس ادارة المنظمة الوزيرين الاسبقين بالجزائر وجزر القمر د. وفاء شعلال ود . محمد جمل الليل .
وقال عبد العزيز : نشكر استجابة وحضور رئيس مفوضية التعليم العالي في باكستان د. مختار أحمد ونلقي في البداية الضوء على المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي التي تم تأسيسها في يناير من العام الفائت 2024 وتشكل أول مجلس إدارة لها برئاسة رئيس البرلمان العربي السابق أ. عادل العسومي مارس من نفس العام ، وضمت عدد من الوزراء السابقين والحاليين وكبار الأكاديميين العرب في تخصصات مختلفة ومجلس استشاري علمي على أعلى مستوى ترأسته سعادة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في السودان السابقة أ.د انتصار صغيرون ، كما ضمت في عضويتها قرابة 400 باحث وعالم وأكاديمي ومفكر من 25 دولة افريقية وأسيوية مختلفة . وستعقد انتخابات لاختيار مجلس الإدارة الجديد لمدة أربعة أعوام في مايو 2025 ان شاء الله ، مشيرا إلى أن المنظمة تعنى بخمسة قطاعات مختلفة هي السياحة والتعليم والصناعات الغذائية والدوائية والطاقة مؤكداً على أن العام الأول للمنظمة شهد قفزات عديدة وفتح قنوات تواصل مع مؤسسات حكومية عربية وخاصة وختم العام 24 بعقد أول مؤتمرات المنظمة حول دور البحث العلمي في الاستقرار السياسي وأودعت توصياته الأمم المتحدة في جنيف بالثناء على مخرجات ذلك المؤتمر ، وضمت المنظمة في عضويتها حتى الان قرابة 400 باحث وباحثة من 19 دولة عربية .
وأضاف عبد العزيز إن قطاع التعليم في المنظمة قدم المشروع التعليمي كرؤية للتقارب العربي الإسلامي ولتعزيز التواصل واستثمار المساحات المشتركة بين دول العالم الإسلامي التي يتواجد في القلب منها كافة الدول العربية ، واعتمدت الرؤية المقدمة على أربعة دول للبدء في المشروع التعليمي الإصلاحي الكبير باكستان والمملكة العربية السعودية وتركيا ومصر ، ومن هنا كان الاجتماع الأول بحضور سعادة د. مختار أحمد رئيس مفوضية التعليم العالي الباكستانية لمناقشة الرؤية ثم طرحها على الحكومة في باكستان .
وتابع : تظل صناعة التعليم وجودته علامة فارقة في عملية التطوير والحفاظ على التنمية ، فالتعليم ليس مجرد عمل يقوم به نظام تعليمي يتم بموجبه تأهيل أفراد للحصول على معلومات ومن ثم شهادات ، لكنه بات أكثر اتصالاً بحياة الإنسان والحضارةِ معاً ؛ إذ بدونه يفقد المُجتمع دوره ووظيفته، وقد اعتبر كثير من العلماء أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها ، فصناعة التعليم وأثره في التنمية البشرية تُعَدّ منهجاً ربانياً ، فليس من قبيل الصدفة أن تكون كلمة «اقرأ» أول الكلمات التي نزلت على قلب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في إشارة واضحة إلى أهمية التعليم وفاعلية دوره في حياة المجتمع بصورة عامة؛ إذ يُعَدّ بمؤسساته المتعددة بوتقة آمنة لتشكيل مضغ الوعي، لتنضج فيه مفاهيم الإنسان حول ماهيته ورسالته في الحياة. لذا غني عن البيان أهمية التعليم في حياة الإنسان وتطور الأمم ، فهو الرئة التي يتنفس من خلالها المجتمع، والبوصلة التي تحرك الحضارة لبناء معارف الإنسان ومنحه القدرة على الحياة ومن ثم صناعة التاريخ، والتعاطي مع مختلف العوالم من حوله ، فالمجتمعات التي لا تستفيد من ثروتها البشرية مجتمعات تفقد حظها في المنافسة والتقدم .
لقد أدركت المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي أهمية التعليم وتأثيراته السريعة لقيادة الأمم فجعلته في صدارة الأولويات والقطاعات ، لإيمانها أن بناء الإنسان قائم على العلم والحداثة والتطوير وما اعتلت دول قائمة الأفضل عالمياً سوى عبر اهتمامها بالتعليم ولقوة نظامها التعليمي ، ويواجه التعليم في العالم الإسلامي تحديات جسام تتطلب جهودا مشتركة من الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمعات بأسرها، ولتذليل هذه التحديات يجب تعزيز التمويل المادي وتحسين البنية التحتية وتكامل التكنولوجيا في التعليم. كما ينبغي تطوير سياسات تعليمية فعالة وتكوين المعلمين ودعم ثقافة المشاركة الأسرية. من خلال التركيز على هذه الجوانب، يمكن تحقيق تطور حقيقي في واقع التعليم في العالم الإسلامي وتمكين الأفراد من فرص التعلم والتطور.
نائب رئيس مجلس الإدارة
ثم تحدثت نائب رئيس مجلس الإدارة للمنظمة سعادة وزير الثقافة والفنون السابقة بالجزائر د. وفاء شعلال فأكدت أن رؤية المنظمة ترتكز على تعزيز التعاون في مجالات التعليم المختلفة لما لهذا الملف من قيمة كبيرة في إحداث النقلة الحضارية والتطور الكبير المنشود في العالمين العربي والإسلامي ، مؤكدة على قدرة المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي على لعب دور المنسق بين تلك الدول للاستفادة من هذه الرؤية التي تعزز تحقيق الأهداف التنموية المشتركة بين دول العالم الإسلامي .
وأضافت: هناك عدد من الخطوات الواسعة لبلوغ استراتيجية التعاون لمستقبل مستدام للأجيال القادمة وتوجد بين الدول العربية والإسلامية عديد القنوات المشتركة التي تخصب الأرض لغرس تنموي يثري المجتمعات لاسيما تلك الدول التي اقترحت المنظمة أن تبدأ بها رؤيتها الإصلاحية للتعليم ” باكستان وتركيا ومصر والسعودية ” .
ولفتت أن المنظمة ستقوم باستهداف نظم تعليمية متكاملة ومرنة تكون قادرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية للدول الإسلامية في العالم أن تشهد البداية ، لافتة إلى أن ذلك التعاون بين تلك الدول سيؤتي ثماره على أفراد مجتمعاتها جليًا لأن أي تطور في مجال التعليم سريع الرصد ، ريثما تقوم المنظمة عبر مواردها البشرية المتخصصة بتطوير اليات التنسيق الفعال لتبادل المعرفة والخبرات وتنظيم المؤتمرات العلمية وورش العمل المشتركة لتطوير سياسات تعليمية موحدة بين دول العالم الإسلامي ، فضلاً عن تعزيز دور البحث العلمي وتطوير أدوات التقييم بما يتناسب واحتياجات العالم الإسلامي لتهيئة المجتمعات نحو خلق مهارات حياتية جديدة والابتكار في التعليم الذاتي عبر الشبكة العنكبوتية للوصول إلى أعلى درجات الجودة في التعليم وهي النظم المعمول بها في كل دول العالم المتقدم مثل اميركا وألمانيا وفرنسا على وجه الخصوص ، مشيرة إلى أن المنظمة قادرة على تنفيذ هذا المشروع الحضاري الكبير خاصة إنشاء المنصات التعليمية العابرة للحدود الجغرافية فيسهل الوصول للتعليم وبلوغ ذروة جودته في دول العالم الإسلامي
وتابعت شعلال : ترتكز رؤية المنظمة للملف التعليمي أيضاً على تعزيز التمويل للتعليم عبر الشراكات الاستراتيجية الأمر الذي يساعد في بناء شراكات مع المؤسسات المالية الدولية والمنظمات الحكومية وغيرها وزيادة الاستثمار في التعليم خاصة في المناطق الأكثر احتياجاً للتعليم في عالمنا الإسلامي ، مع السعي لتوفير المنح الدراسية ، وتمويل مشاريع بحثية تعليمية وبرامج تدريبية بين الدول الأعضاء تخدم رؤية المنظمة وبلوغ أهدافها الإصلاحية في مل فالتعليم بالعالم الإسلامي .
وأكدت على استعداد المنظمة لبدء اليات التنفيذ ريثما يتم الاتفاق مع المؤسسات الحكومية الرسمية في الدول الأربع المذكورة لتشكل قاطرة لتنفيذ المشروع في بقية دول العالم الإسلامي .
4 Responses
https://www.nn.ru/user.php?user_id=1472813&page=blog&blog_id=3642203
RYsJUFBw WrXrp UvI Uyrnrn zwb ODtldgd
Good https://is.gd/tpjNyL
https://myteana.ru/forums/index.php?autocom=gallery&req=si&img=6716