يعد قطاع السياحة في ليبيا أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية للمجتمع الليبي، حيث يساهم في تقليل الاعتماد على قطاع النفط كمصدر أساسي للدخل المحلي، ويعمل على تنويع القاعدة الاقتصادية.
ليبيا من الدول الافريقية التي تزخر بمقومات سياحية متنوعة وفردية تتوزع على طول البلاد وعرضها تتمثل في طابعها التاريخي وإرثها الثقافي، حيث عاصرت العديد من الحضارات القديمة مثل: الفينيقيين- الاغريق- الرومان- الفتح الإسلامي- العهد التركي- الحكم الإيطالي، وما تمخض عنها من معالم تاريخية واثرية مازالت شاهدة على كل حقبة منها، أما الجانب الطبيعي فهي تتمتع بموقع استراتيجي مميز ذو واجهه بحرية عريضة تطل بها على سواحل البحر المتوسط، حيث تمتد شواطئها الخلابة لمسافة 1900كم، وهذ الموقع جعلها قريبة من الأسواق الاوربية المصدرة للسياحة، وبسبب موقعها الجغرافي جعلها تتمتع بمناخ البحر المتوسط المعتدل وخاصة في شمال البلاد، كما تتميز أيضاً بتباين في مظاهر شكلها الطبيعي من شواطئ ومرتفعات وخلجان ووديان وعيون وغطاء نباتي وصحاري، وكل هذه المقومات يجعلها تصنف كمقصد سياحي واعد.
وإن ما تمتلكة ليبيا من إمكانات جذب سياحية طبيعية كانت أم بشرية تحتاج إلى الدراسة العلمية والبحث لابراز قيمتها، فهي تتوفر بها فرص واعدة للاستثمار السياحي لأمتلاكها أنماط سياحية متنوعة وعديدة: كالسياحة الشاطئية، والسياحة الصحراوية، والسياحة التاريخية، والسياحة الترفيهية، والسياحة الرياضية وغيرها من الأنماط غير المستغلة.
وتضم ليبيا العديد من المواقع السياحية الفريدة ومن أبرزها على سبيل الذكر لا الحصر: أبولونيا الاثرية، ومدينة لبدة الاثرية، والمدينة القديمة غدامس، ومدينة صبراته الاثرية، ومدينة شحات الاثرية، ومدينة درج الليبية، وجبال أكاكوس، وبحيرة قبرعون، وجبال الهروج.
كما كان لبعض هذه المعالم الاثرية نصيباً في تصنيفها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، وهذا أن دل فهو يدل على القيمة التاريخية والثقافية لتلك المعالم على المستوي الدولي. وعلى الرغم من امتلاك ليبيا لهذه الكنوز السياحية الا ان صناعة السياحة تواجه العديد من التحديات، ومع ذلك توجد فرص كبيرة واعدة لتنمية هذا القطاع في المستقبل.
وفي الختام فإن للمنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي دور هام لتسليط الضوء على مقومات ليبيا السياحية من خلال إجراء الدراسات والبحوث العلمية، وتوفير منصات للتعاون وتبادل الخبرات بين الباحثين العرب، وبالتالي تكون المنظمة العربية قد أسهمت بشكل فعال في مواجهة التحديات السياحية للمجتمع الليبي والعربي بشكل عام.
بقلم/ د. عبير مصطفي حمد علي
أستاذ مساعد في جغرافية السياحة
كلية الآداب-جامعة اجدابيا
2 Responses
ربي يحفظك دكتورتنا مشاء الله تبارك الله مزيد من التقدم والنجاح الدائم ان شاء الله
تمنياتي لكِ بالتوفيق والسداد