بقلم : د. إلهام يوسف – مستشار التميز المؤسسي  –  دولة الكويت

أضحى التميّز المؤسسي ضرورة واجبة على كل المنظمات في كافة قطاعات الأعمال والمجالات حول العالم ، إذ ظهرت على ساحة علوم الإدارة توجهات بحثية تهتم بتعزيز الاستدامة المؤسسية، وتعزيز القدرة التنافسية الإدارية وفق معايير ومقاييس تستهدف التحسين المستدام ولدولة الكويت تجربة ثرية في التميز المؤسسي. وتلعب الجامعات دوراً مهماً في تحقيق النهضة التنموية الشاملة والمساهمة في تطوير البحث العلمي وإيجاد الحلول لمشكلات المجتمع، علاوة على تخريج كوادر تقود دفة التنمية والتطور العلمي في شتى مجالات الحياة. ويعد نموذج الجودة الأوروبي وتطبيق معاييره في مؤسسات التعليم العالي ذو أهمية وتأثير على استدامة التكامل المؤسسي وتحديد مستوى جودة الجامعات والتنافس على تحقيق درجات متقدمة، الأمر الذي يضع تحدٍ كبير على الجامعات لمواكبة التوجه العالمي، إلى جانب أن النموذج الأوروبي يركز على تحسين توظيف الموارد والإمكانيات واستثمارها بالشكل الأمثل في مؤسسات التعليم العالي. لقد وضعت دولة الكويت رؤية كويت جديدة 2035، وشملت طموحات لتطوير أداء وجودة مؤسسات التعليم العالي، الأمر الذي وضع تحدٍ حول مواءمة دور الجامعات مع تلك الرؤية ، ووفق  دراسة استطلاعية على عينة من العاملين في الجامعات الخاصة بدولة الكويت حول معايير التميّز لمنظمة الجودة الأوروبية وأبعاد جودة أداء الجامعات، اتضح وجود بعض أوجه القصور في مستوى تطبيق معايير الجودة الأوروبية، وعدم وضوح أسلوب ربط أداء الجامعة بمعايير الجودة والتميز، على الرغم وجود توجه لدى الكويت ممثلة في ووزارة التعليم العالي للارتقاء بمستويات جودة الأداء في الجامعات إلا أن ثمة تبدو في   ضعف الوعي بأهمية معايير التميّز لدى الجامعات الخاصة.