بقلم عضو المنظمة د . فرتون عثمان
منذ دخول الاستعمار الأوروبي في العالم الإسلامي واحتلاله في البلدان الإسلامية ثم تقسيمه إلى دويلات وسيطرته كاملا وانتشار أفكاره الفاسدة وتغيير منهج الأمة عبر القرون الوسطى وزرع الغرفة وتفكك الاجتماعي ومحاربة العلم واهله ونشر الجهل والتخلف والحرمان في الأمة الإسلامية وتأسيس مدارس وجامعات يتخرج فيه الاجيال حاملين على الفكر الغربي وتدمير المناهج الدراسية التي يتوارث المسلمون عبر القرون ادت إلى ذالك إلى ضعف شوكة المسلمين وضياع الاجيال المسلمة عدة عقود. وانطلاقا من هذا أود أن اعبر مقالي هذا بعض الأساليب التي سلكها المسلمون في كينيا نيروبي في إنقاذ أولادهم من الأفكار الهدامة التي خلفها الاستعمار الأوروبي في أراضيهم وكيف قاوموا واسسوا تعليما خاصة دمجة تكون بديلا عما فقدوا حيث يتعلم فيه ابناؤهم لكل من العلوم الدينية والأكاديمية معا. وممكن ان نقسم مقالي هذا حول أقسام…ويمكن تقسيمها إلى قسمين :- أولًا ، التعليم الأكاديمي على وفق نظام الحكومي وهي التعليم التي وضعها الاستعمار البريطاني عند احتلاله في كينيا إلى يومنا هذا مع تغيرات بسيطة عبر العقود. وهذا النوع من التعليم يتلعم الطلاب والطالبات المواد العلمية (العلوم والرياضيات والمواد الاجتماعية واللغة الانجليزيةوهي لغة العلم والتعامل والسواحلية وهي اللغة الرسمية في شرق أفريقيا بما فيها كينيا وايضا يتعلم الطلاب شيء من الدين الإسلامي للمسلمين والمسيحية لغير المسلمين. في هذا النوع من التعليم يمر الطالب مرحلتين الابتدائية والثانوية ثم إلى الجامعة ويسمى من قبل 4،4،8، ويقصد بثماتي سنوات للمرحلة الابتدائية واربع سنوات للثانوية والباقي للجامعة والدراسة العليا. وقبل ثلاث سنوات تقريبا غيرت الحكومة الكينية النظام التعليمي القديم الذي ذكرناه سابقا وحل محله نظاما جديدا يسمى النظام البريطاني 6،6،4، مع تغيير المناهج التعليمة وحذف بعض المعلومات وإضافة معلومة جديدة أخرى. وهذه المدارس تحت الحكومة الكينية سواء كانت مدارس حكومية او خاصة لبعض المواطنين وتتمتع تلك المدارس بقبول واسع وكبير جدا للمجتمع حيث التكاليف سهلة وبسيطة على الناس في المرحلتين الابتدائية والثانوية ومتوفرة جدا في جميع اقطار كينيا في المدن والقرى والارياف واستفاد الناس بكافة طبقاتهم الأمر الذي جعل انتشار اللغة الانجليزية والسواحلية داخل المجمع الكيني رغم اختلاف المعتقدات والعادات والتقاليد ولهذا سارت كينيا نيروبي بلدا سياحيا يتوافد فيها السياح في جميع أنحاء العالم خاصة الشعب الأوربي وصار المجتمع الكيني من أفضل الشعوب الأفريقية تكيفا مع غيرهم بحسن التعامل والضيافة والانسجام مع غيرهم واحترام لكل من زار في بلدهم بغط النظر عن دينه وعقيدته واصبحت عاصمة نيروبي من أكثر المدن الأفريقية جمالا وازدحاما وتجارة واستيطانا لشعوب مختلفة.
سلبيات المدارس الحكومية في كينيا
هذه المدارس التي اسسها الاستعمار البريطاني فقد وضعها على نمط البيرطاني العلماني حيث أهمل الجانب الديني والروحي ولذالك يسهل على الطلاب والطالبات المراهقين تناول المخدرات ونشر الفواحش والاباحيات خاصة في المرحلة الثانوية وربما يوجد الحمل غير الشرعي عند الفتيات بسبب الغياب الوازع الديني والإيماني رغم ان الحكومة فصلت بين البنين والبنات الا ان هذه الظاهرة لازالت موجوده الأمر الذي جعل الناس يميلون ويهتمون المدارس الإسلامية ويرسلون ابناءهم للتعليم والتربية معا.
المدراس الإسلامية الدمجة
منذ استغلال كينيا من الاستعمار البريطاني وتأسيس الحكومة الكينية أسست مدارس على النمط البريطاني خاليًا عن الدين لاسيما الإسلاميإلا ما ندر مع تركيز على العلوم العقلية أو الأكاديمية ، لذا رأى المسلمون نقصاً كبيراً في تلك المدارس وهو غير مناسب لأبنائهم حيث غياب الجانب الديني والروحي والاخلاقي وقرروا تأسيس مدارس إسلامية خاصة ودمجة شاملة لكل من العلوم الشرعية والعلوم الأكاديمية وتم تاسيسها تحت إشراف الحكومة في الجانب الأكاديمي وعدم التدخل في الجانب الإسلامي وأصبحت المواد الدينية (القرآن الكريم والحديث والتفسير والحديث واللغة العربية) جزءً اساسيًا من المقررات الدراسية وحصلت تللك المدارس قبولاً حسنًا في المناطق التي يعيش فيه المسلمون ثم انتشرت في جميع أنحاء كينيا وتخرج منها الاف من طلاب المسلمين وأنتجت أجيالاً رائعة مع سلبيات ونقص يحتاج تصحيح واعادة النظر.
عشوائية المناهج وضعفها
ولكل نعمة لها نقصانها ورغم ظهور هذه المدارس بعد استقلال كينيا وحاجة المجتمع إلى مدارس إسلامية خاصة إلا أن تللك المدارس تعاني مشاكل وتحديات كثيرة حيث أن اغلبها استوردت مناهج من الخارج ومقرارت دارسية غير مناسبة للبيئة الكينية فمنهم من اعتمد المناهج التعليمة من دول الخليج او مصر مما أدى دائما إلى ضعف المستوى التعليمي الديني والثقافي التي كان المأمول فيها ان تكون عالية الجودة لإنتاج جيل جديد يغير المجتمع الكيني إلى الأفضل، وجدير بالذكر أن الحكومة الكينية وضعت منهجاً جديدًا تحت إشراف أساتذة من قبل المسلمين وأضافت مواد شرعية واللغة العربية غير أن الضعف لا زال مستمرًا ويحتاج إلى تطوير واعادة النظر علما بأن الحكومة لا تهتم بالجانب الإسلامي الأمر الذي جعل كثير من المدارس الإسلامية لا تركز على المواد الشرعية ولا تهتم بها .
الضرب غير مبرر
من الأخطاء التربوية الموجودة في المدارس الإسلامية الخاصة (طبعآ ليسوا كلهم) الضرب غير مبرر بغط النطر عن الفروق الفردية بين الطلاب والطالبات وعدم النظر إلى خلفية الاولاد وظروفهم العائلية حيث ترى في الصباح الباكر عند وصول الطلاب إلى المدارس ان المدرسين وجاهزين لضرب الطلاب أثناء التأخر عن الطلاب او غيابه عن المدرسة أو إذا حصل بينهما تشاجر الأمر الذي أدى فرار كثير من العائلات والذهاب إلى المدارس الحكومية او المدارس الخاصة تحت الكنسية ووجدوا ترحيبا رائعا عكس المدارس الإسلامية الخاصة، وهذه الظاهرة تفسر صورة الإسلام تفسيرا سلبيا عند غير المسلمين في كينيا نيروبي ويجب علينا إعادة النظر وتصحيحها قبل فوات الأوان.
غياب التأهيل العلم الشرعي عند كثير من المدارس الإسلامية
بما أن الحكومة الكينية حكومة علمانية لا تهتم بالدين وتركز الجانب الأكاديمي فقط وتشرف على المدارس في هذا هذا الجانب لكل من المدارس الإسلامية والحكومية معا، ولذالك أثرت المدارس الإسلامية في هذه الظاهرة السلبية على الطلاب المسلمين وصارت المواد الدينية شبه مهملة لعدم المحاسبة الحكومية او اي جهة أخرى واصبحت العلوم الدينية عشوائية حيث كل مدرسة لها منهجها الخاص المستورد من الخارج وتدير كما تشاء، الأمر الذي شق للطلاب الانحراف السريع بعد التخرج لضعف الوازع الديني وفقدان التربية الإيمانية والروحية، ومما زاد الطين بلة ان تللك المدارس يوظفون اغلبهم أساتذة غير مؤهلين علميا لقلة رواتب المعلمين والمعلمات حتى صار الطلاب لا يفكرون التحاق كلية الشريعة الإسلامية بعد تخرجهم من المدرسة لما شافوا البطالة والإهانة المنتشرة لدى المعلمين والمعلمات وربما بعض الأساتذة تركوا مهنة التدريس .
عدم مراعاة الفروق الفردية
من الأمور الأساسية في مجال التربية والتعليم معرفة ومراعات الفروق الفردية بين الطلاب والطالبات لدى المعلمين والمعلمات إذ ان ظروف المنزلية والعائلية مختلفة بين طالب واخر، فهناك طلاب تعاني بهم التفكك الاسري والأخرى باالوفاة او غير ذالك وايضا اختلاف الجانب المادي لدى الطلاب والاستقرار النفسي. ولهذا يجب على المدرس اهتمام خلفية الطلاب والطالبات لإيصال المادة العلمية على الطلبة، وللأسف الشديد اغلب المدراس الإسلامية شبه مفقودة وعدم الاهتمام الفروق الفردية حيث أن اغلب المدرسين غير مؤهلين علميا وتربويا بسبب ضعف الرواتب المعلمين والمعلمات الأمر الذي جعل أساتذة المؤهلين تركوا التدريس في المدارس الإسلامية بغط النظر عن حاجة المجتمع وحصول أساتذة مؤهلين يخرجون أجيال المستقبل بصورة رائعة وجميلة جدا من قبل المدرسة والله المستعان.
التكاليف الهائلة والمكاسب المالية
استغلت معظم المدارس الإسلامية في نيروبي كينيا حاجة المجتمع المسلم المقيم في نيروبي كينيا إلى دينهم الحنيف وتعاليم مفاهيمها للأجيال الناشئة ادت في ذالك إلى اخذ رسوم دراسية هائلة وتكليف الوالدين فوق طاقتهم بغط النظر عن ظروف الناس واختلاف طبقاتهم المالية وترتب على ذالك إلى فرار كثير من العائلات ولحاق أبنائهم إلى المدارس الحكومية التي ذكرنا سابقا سلبياتها، الأمر الذي جعل كثير من الخريجين والخريجات عار عن الأخلاق الحسنة والدين الإسلامي الحنيف كمن حتى صارت اغلب تلك المدارس مصدر رزق اساسي لدى الاغنياء واستثمارهم ولا زال تظهر كل يوم مدارس جديدة تزيد الطين بله والله المستعان.
فقدان المظلة العلمية
منذ خروج الاستعمار البريطاني عن كينيا وتأسيس حكومة كينيا أصبحت كينيا تابعة او شبه تابعة للنظام البريطاني قانونيا وتعليميا وفقد المسلمون النظام التعليمي القديم الأصيل حتى ظهرت المدارس الدمجة في العقود الأخيرة التي سبق ذكرها ولكن المشكلة تكمن ان هذه المدارس لا زالت حتى الآن انهم ليس لهم مظلة توحدهم وتشرف عليهم وترشدهم إلى الصواب وكما انهم ليس لهم مناهج تعليمة موحدة لصالح المسلمين في كينيا الا المناهج الدراسية التي وضعتها الحكومة حتى صارت المدارس عشوائية التعليم وكل واحد على حسب رغباته ومصالحه الخاصة بغط النظر عن حاجة المجتمع ويتخرج الطلاب والطالبات بدون خلفية علمية ووزاع ديني وايماني يحمي الاجيال عن الانحراف والميل إلى انسلاخ الدين بعد خوضهم إلى المجتمع المسلم وغير مسلم.
واخيرا عدة نقاط رئيسية
- إن المدارس الإسلامية اخذت دورا ايجايبًا في المجتمع الإسلامي في كينيا نيروبي عكس المدارس الحكومية من حيث العلم الشرعي واحياء المظاهر الإسلامية وتعليم القرآن الكريم والعلوم الإسلامية واضيفت الحصص والمقررات اليومية
- ان المدارس الإسلامية تحتاج إلى مظلة توحدهم وتكون لهم منهجا علميا صحيحا ومرتبا ويبني افكار الاجيال ومحاربة الأفكار الهدامة
- ان المدارس الإسلامية تحتاج إلى تطور ونهصة علمية واسعة تليق بالاجيال وتتنافس بالدول المتقدمة.
- تحتاج المدارس الإسلامية إلى منهج علمي يوحد جميع المدارس ويخرحهم النظام العشوائي المفترق من الابتدائية إلى الجامعة .
- التركيز بالمعلم وتنمية أفكاره وتطويره وإقامة دورات تدريبية وندوات علمية تجعله مؤهلا وقادرا على تغيير المجتمع .
2 Responses
شكرا د فرتون
شكرا لكم جميعا على خدمكم علي في نشر المقال وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم