بقلم أ.د أسامة نبيل – كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر
نظمت المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي بالتعاون مع مركز لندن للبحوث، وبشراكة مع المجلس العربي الإفريقي للتكامل والتنمية، المؤتمر العلمي الدولي الأول للمنظمة والرابع عشر للمركز، تحت عنوان: “البحث العلمي وخدمة القضايا السياسية العربية – دراسات استشرافية معاصرة في ظل تنامي الأزمات“، وذلك في الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر 2024، عبر منصة Zoom. وقد ترأس المؤتمر أ.د. انتصار صغيرون، خبير البحث العلمي في منظمة الإلكسو ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق . عكس المؤتمر الأهمية الكبرى للبحث العلمي في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية، وضرورة توجيه الدراسات نحو خدمة القضايا السياسية والاجتماعية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار. وأرى أن المؤتمر يشكل نموذجًا للتعاون العلمي العربي، ويؤكد الحاجة الملحة إلى تكاتف الجهود البحثية لتعزيز استشراف المستقبل ومعالجة القضايا الراهنة، خاصة في ظل تنامي الأزمات والتحديات على الساحة الإقليمية والدولية. شهد المؤتمر خلال ثمانية جلسات مشاركة واسعة من الباحثين والخبراء، حيث تم تقديم 30 بحثًا علميًا من قبل باحثين من 12 دولة عربية، تناولت مواضيع متنوعة تتعلق بخدمة القضايا السياسية العربية، واستشراف المستقبل في ظل الأزمات المتزايدة. وكان لى الشرف أن كون نائبا للجنة التحضرية التي ترأستها أ.د وفاء شعلال، وزيرة الثقافة الجزائرية، وكذلك التعاون مع “دينامو” المؤتمر والمدير العام الدكتور محمد عبد العزيز مدير عام مركزلندن للبحوث والاستشارات. تميزت البحوث المقدمة بالتنوع والعمق العلمي، حيث شملت مجالات متعددة تؤكد أهمية البحث العلمي في خدمة القضايا العربية، خصوصًا السياسية منها. ومن أبرز التوصيات التي إنتهى إليها المؤتمر:
- تعزيز التوجه نحو إنشاء جامعات بحثية: التركيز على إنشاء مؤسسات أكاديمية متخصصة تُعنى بالبحث العلمي، بما يدعم الابتكار والتطوير في مختلف المجالات.
- إنشاء منصة للتشبيك بين مراكز الدراسات البحثية والأبحاث السياسية الاستراتيجية: تطوير منصة رقمية تربط مراكز الأبحاث في الدول العربية لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات.
- التركيز على البحث التطبيقي لتقديم حلول اجتماعية: توجيه الجهود البحثية نحو معالجة التحديات الاجتماعية من خلال تقديم حلول عملية وقابلة للتنفيذ.
- تعزيز البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وإدارة الأزمات: تشجيع الدراسات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في حل الأزمات السياسية والاجتماعية.
- دعم تمويل البحث العلمي: توفير التمويل اللازم لضمان استمرارية الأبحاث ذات القيمة المضافة وتعزيز دورها في التنمية.
- تعزيز نشر الوعي المجتمعي بأهمية البحث العلمي: تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية لتسليط الضوء على أهمية البحث العلمي في خدمة المجتمع وحل مشكلاته.
- العمل على تجويد المجلات العلمية: رفع مستوى جودة المجلات العلمية العربية لتعزيز مكانتها الدولية ودعم نشر الأبحاث المتميزة.