المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمى

uaosr_img

الأستخدام الأمثل لموارد المياه في المناطق الريفيه

بقلم دكتور مهندس / بخيت ابراهيم بخيت

لا شك أن مصادر المياه بشقيها الجوفي الذي يمثل الابار العميقه والضحله ومصادر المياه السطحيه من ابار سطحيه وسدود والتي تعتمد في تغذيتها علي هطول الأمطار تمثل عمود التنميه المستدامه والأستقرار لسكان الريف والحضر الا أن التعقيدات تكمن في حماية مصادر المياه من النضوب والتلوث وتوزيعها بطريقه تضمن استمرار امداد مائي دائم .

ان العلاقه بين كميات ونوعيات المياه الجوفيه والسطحيه والمسستهلكين للمياه تحتاج الي اليه مهنيه وقانونيه واداريه تضمن التوزيع العادل للمياه المتاحه وذلك لأن أستخدام و أستهلاك المياه مرتبط بالعادات والتقاليد والمعتقدات والنمط الغذائي و النشاط السكاني من زراعه وتربية مواشي وصناعه فنجد أن النمط الأستهلاكي للمياه في المناطق الريفيه  الأولويه فيه للزراعه والثروه الحيوانيه مما يعرض موارد المياه للتلوث والضخ الجائر الذي يؤدي الي هبوط مستوي المياه في الخزانات الجوفيه وتخفيض كميات المياه بالسدود والخزانات السطحيه التي تعتمد في مصادرها علي تخزين وحصاد مياه الأمطار والأوديه.

ولضمان أمداد مائي مستقر واستراتيجي لابد من دراسة مصدر تغذية خزانات المياه الجوفيه والسطحيه التي تعتمد في حصادها علي هطول الأمطار و جريان الأوديه  من حيث الكميه والنوعيه مع العمل الأحصائي الدقيق للمستهلكين للمياه ونشاطهم وتعداد ثروتهم الحيوانيه ومواسم تواجدهم جوار مصادر المياه وبالتأكيد نسبة لان النشاط السكاني في المناطق الريفيه زراعي ورعوي فستكون هناك تداخلات واحتكاكات بسبب تعدي الرعاه علي مناطق الزراعه مما يتسبب في خلل امني انتقامي سنوي فلا بد من التحسب له ومعالجته في ايطار التصاميم الهنديسه لمصادر المياه والتي تقوم علي تحديد ممرات محدده للماشيه تتوفر فيها مصادر المياه ومساحات تتواجد فيها الاعلاف والادويه البيطريه والاسواق الصغيره لتغطية مسلزامات مربي المواشي بعيدا عن المناطق الزراعيه.

واذا أخذنا السودان نموزج نجد أنه من خلال المسح الميداني لمصادر المياه في الريف أنحصرت موارد المياه في الابار الجوفيه وحصاد مياه الأمطار والأوديه وفي بعض المناطق تنعدم المياه الجوفيه والأمطار مما استلزم حلول امداد المياه من مناطق بعيده بعد أن تعذر ترحيل المتسفيدين الي مواقع تواجد المجمعات المائيه ولذلك هناك ضروره لحملات توعويه واعلاميه علي مستوي المدارس والجامعات ودور العباده ورجالات الأداره الاهليه وكل الذين لهم الدور الكبير والمؤثر في أقناع مستهلكي المياه بالتواجد حول مصادر المياه لتغطية اكبر عدد من المستفيدين ولتقليل تكاليف صناعة المياه ولضمان امداد مائي مستقر وخالي من الملوثات.

لا شك أن الحوجه اساس الاقتراع  ففي المناطق الريفيه التي تاثرت بالنزوح لعدة عوامل منها النزاعات و فترات الجفاف  تعطلت مضخات استخراج المياه مما تطلب التدريب والتاهيل لمعرفة كيفية صيانه الابار ومضخاتها وصيانة السدود الموسميه التي تمتلئ في فصل الخريف وحمايتها من التلوث و في اثناء المسح الميداني ظهر لاتيام المسح ندره في الشباب لتدريبهم فعملوا علي تدريب بعض المتعلمات والقادرات علي استيعاب عميات الصيانه والتأهيل لمصادر المياه  مما يؤكد الحوجه الماسه لمواكبة التقنيات الحديثه في التدريب والتأهيل للمجتمعات الريفيه لضمان استمرار خدمات المياه.وفي مجال صيانة وتاهيل السدود الصغيره ونظافتها تمت الأستفاده من طاقات المواطنين المتواجدين حول السدود  بالتنسيق مع المظمات الطوعيه لتوفير المواد الغذائيه كممول لتكاليف علميات الصيانه بطريقه سميت بعملية الغذاء من أجل العمل بان يقوم المستفيدين  بعمليات الصيانه ويتقاضو مقابل ذلك مواد غذائيه فكانت تجربه ناجحه جدا استفادة من طاقات مستهلكي المياه وزادت من مستوي دخل الفرد وادخلتهم دائرة الانتاج.ومن التجارب التي سعدت جدا بمتابعتها أنه في المناطق الريفيه كانت الدوله تحفر الابار ومحطات المياه بطريقه خدميه خاليه من الرسوم الماليه وتلاحظ تعطل المضخات بصوره فيها نوع من الاهمال الواضح فكان ان اقترحنا علي ادارة المياه فرض رسوم رمزيه لتنفيذ اي محطه جديده  ففي نفس الموسم تم تنفيذ عدد سته ابار صغيره خاليه من الرسوم وسته اخري برسوم رمزيه تعادل 150 دولار سميت بالمساهمات المحليه و تمت زيارة ومتابعة المحطات بعد عام من التشغيل فوجدت الابار التي ساهم فيها المستهلكين برسوم رمزيه بحاله جيده وظهرت فيها روح الملكيه والابار الاخري معطله تماما فكانت ايضا من التجارب الناجحه.

خلاصة القول أن معالجة مشاكل المياه في المناطق الريفيه  للوصول الي امداد مائي مستقر يساهم في تنميه مستدامه يكمن في مشاريع مائيه اسعافيه مزوده باليات ومعدات ومعامل وتدريب وتاهيل عالي ومن ثم خطط علي المدي القريب والبعيد تضمن مياه نقيه خاليه من التلوث وضخ يضمن استمرارية مورد المياه.

شارك المقالة

شارك الخبر

5 Responses

  1. اولا شكرا د.م. بخيت على تناولك لهذا الموضوع الهام وكما نعلم جميعا فإن الماء هو عصب الحياه وكما جاء فى القرآن الكريم..وجعلنا من الماء كل شئ حى…فلابد لنا ان نحافظ على هذ المورد ونعمل على زيادة موارد المياه سواء كانت جوفيه او سطحيه كما تطرق المقال ولابد من المحافظه عليها وزيادة الانتاجيه وخاصة بالنسبه للابار الجوفيه وذلك بعمل الدراسات الجيولوجيه والجيوفيزيائيه بالطرق العلميه الحديثه وكذلك التصميم الامثل للابار وكذلك السدود والخزانات بالنسبه للمياه السطحيه وعلى الدوله المدنيه سن قوانين وتشريعات لحماية هذا المورد الحيوى الهام…عموما موضوع ممتاز ويجب الاشاره بالدكتور المهندس بخيت…وشكرا…د.م.مستشار عبدالوهاب الطيب…استاذ هندسة حفر آبار المياه…جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا….كلية هندسة المياه والبيئه

  2. موضوع هادف جدا ،فلا بد من التطرق للمشاكل وطرق معالجتها في الأماكن النائيه من مصادر المياه وبحث طرق حلول مؤقته ودائمه.
    إلي الامام وموفق علي الدوام د.بخيت

  3. التحيه و التقدير للاخ الصديق د. بخيت لتعرضه الرائع لهذا الموضوع الحيوي و الهام جداً لإرتباطه بوجودية الحياة علي سطح الأرض و لإرتباطه الوثيق جداً بالعديد من الخلافات لاسيما و ان مستقبلاً ستكون الحروب علي المياه، علي الرغم من وجود نهر النيل في السودان إلا ان هنالك فجوة كبيره في المياه الصالحه للشرب بالنسبه للإنسان و الحيوان مما افقد السودان مساحات كبيره صالحه للاستخدام التنموي أضف الي ذلك الحاجه المآسه للمياه بالنسبه للزراعه في الأماكن ذات المطر الهامشي الشئ الذي يتطلب الكثير من العمل البحثي في مجال حصاد و تنقيه و معالجة المياه، عمل خارطة طبوغرافيا لتحديد مساقط المياه و بالتالي تسهيل عملية حصاد المياه و أماكن التخزين و الأهم من ذلك وضع كثير من التشريعات القانونيه ، الموضوع واسع جداً و يحتاج الي العمل المخلص اتمني ان يجدد الكثير من الاهتمام لك الشكر أجزله اخي الحبيب الدكتور بخيت .( د.حسن الجزولي-الولايات المتحده)

  4. السلام عليكم ورحمة الله
    شكرا استاذ الأجيال دكتور عبدالوهاب الطيب وكل الذين شاركو بالتعليق
    ما مكن شك أن استقرار الأمداد المائي والمحافظه علي مصادر المياه خاليه من التلوث ينعكس علي سكان المانطق الريفيه في التنميه المستدامه ويحد من الهجره علي المدينه حيث يصبح الريف جاذب للكوادر المؤله ويخفف الضغط علي المدن.

  5. شكرا الأخ الدكتور حسن الجزولي
    ما من شك ان اساس التنميه المستدامه الأهتمام بقطاع المياه من حيث الاليات والمعامل والتدريب الجيد للمنفذين والمستهلكين مع الاهتمام بالتشريعات المائيه التي تضمن امداد مائي مستمر وخالي من الملوثات كما تفضلت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *