المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمى

uaosr_img

الأبحاث والميكروبات

بقلم أ.د نادية شعلال
uaosr_img

علم الأحياء الدقيقة ( Microbiology) أو علم الميكروبات ، هو العلم الذي يهتم بدراسة الكائنات الحية متناهية الصغر ، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتتم فيه دراسة حياة و آليات هته الكائنات في بيئاتها، اكتشاف خصائصها المرفولوجية باستخدام المجهر ويساهم كذلك هذا العلم  في  دراسة الأحماض النووية DNA و RNA. تشمل الأحياء الدقيقة: البكتيريا، والفطريات، والطفيليات، والبريونات ، بالإضافة إلى بعض الطحالب. ورغم التطورات في هذا العلم فإن التقديرات تشير إلى أنه لم يتم دراسة إلا 0.03% من الجراثيم الموجودة في الكرة الأرضية رغم اكتشافها  منذ 300 عام إلا أن علم الأحياء الدقيقة ما زال في بداياته مقارنة بعلم الحيوان وعلم النبات وعلم الحشرات.

 

ويعد تخصص الأحياء الدقيقة مفصلًا رئيسيا  في علم الأحياء لما له من أهمية كبيرة في العديد من المجالات  وأخطرها  مجال الأدلة الجنائية و مجالات عسكرية  شتى كإنتاج أسلحة الدمار الشامل إضافة على ذلك و الأهم المساق الطبي حيث يمكن من خلاله التشخيص والوقاية من تفشي الأمراض في المجتمع ،فتساعدنا البحوث في تحديد كيفية تسبب بعض الكائنات الدقيقة في الإصابة  بالأوبئة، و عليها اكتشاف العلاجات الفعالة لها لمكافحة الأمراض من خلال معرفة المسببات، نضيف إلى هذا استخدام بعض الميكروبات للأغراض الصناعية كصنع اللقاحات اللازمة و  إنتاج المضادات الحيوية. كما يعمل علماء الأحياء الدقيقة على إنتاج الكيماويات  الضرورية للزراعة، وإجراء الفحوصات الطبية للماء والغذاء للتأكد من خلوهما من الجراثيم. ويسهم في عملية التميز بين أنواع الفطريات الضارة مثل العفن والنافعة مثل الخميرة، إذ يتم استخدامها في المجال الغذائي والطبي. ويساعد علم الأحياء في التعرف على جميع الكائنات الحية الدقيقة من حيث معرفة طريقة عيشها في بيئتها، وطرق تكاثرها، بالإضافة إلى معرفة كيفية تأثيرها على الكائنات الحية الأخرى مثل البشر، والحيوانات، والنباتات وغيرها. كما يساعد في دراسة جميع أنواع الجراثيم وخصائصها والأمراض التي تُسببها في المجال الطبي، والزراعي، والصناعي، والبحري.

 

وهناك الميكروبات التي تعيش  في الهواء وفي الطعام وفي النباتات وفي التربة والمياه. توجد على كل الأسطح تقريبًا، بما في ذلك جسم الإنسان و الحيوان . ولا تسبب معظمها أي ضرر. فتحمي الميكروبات النافعة الجهاز المناعي من العوامل التي تسبب العَدوى  لكن بعض الميكروبات الضارة تتغير باستمرار لأنها تقضي جزءًا من دورة حياتها في الوسط الخارجي فتتجاوز دفاعات الجهاز المناعي و تسبب حالات من الأمراض الخطيرة في بعض الأحيان و لهذا جل الأبحاث العلمية الميكوبيولوجية في العالم تتمركز على معرفة كيف تتمكن هذه الكائنات الحية الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة من التسبب في  أمراض لجسم الإنسان و الحيوان عن طريق الهواء، تناوُل الطعام أو الماء، أو كذلك لدغات الحشرات، وتهدف هذه الأبحاث كذلك لاكتشاف كيفية عمل هذه الكائنات و كيف تقاتل أجهزة المناعة لاستعمار المضيف و هذا بغرض معرفة كيفية تجنبها عن طريق اكتشاف آليات تعزيز الجهاز المناعي لكي تنمو ذاكرة طويلة المدى تفيد الباحثين و العلماء في تصميم لقاحات علاجية كل هذا للحفاظ على صحة الإنسان والحيوان بصفة خاصة والصحة المحيطة بصفة عامة.

 عن الكاتبة

 أ.د نادية شعلال

اختصاصي آلية مقاومة مضادات الميكروبات في المنتجات الغذائيةجامعة إبن خلدون الجزائر

 

شارك المقالة

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *