ما خليت الأمة بعد من مفكريها الأناسي ، وإن عانت في العقود الأخيرة لكنها معاناة بمثابة مخاض لميلاد نور جديد يبدد ظلام دامس طاف بكل ماهو عربي .
وفي هذه السردية نعرج على تكريم حازه أحد أعضاء ومستشاري المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي من دولة موريتانيا ، البروفيسور محمدّو أميّن وهو أستاذ جامعات، حاصل على دكتوراه في التاريخ من جامعة تونس (1997) وعلى التأهيل الجامعي من جامعة محمد الخامس (2011). ألّف 43 بحثا منشورا، شارك في 120 ندوة علمية، شغل وظائف علمية وثقافية متعددة وقدّم دروسا ومحاضرات في جامعات ومراكز بحث في ألمانيا، تونس، الجزائر، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، والنيجر وغيرها من الدول .
كرم ملتقى الشارقة الثقافي في دورته الثالثة والعشرين المقامة في نواكشوط هذا العام ، المنظمة تحت الرعاية السامية للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. أ.د محمدو امين ، وفي تعزيز منه لقيمة الوفاء أهدى شهادة تقديره لزوجته ة د. فاطمة عبد الوهاب ، مؤكدًا أنه لولاها لما حصلت على هذا التشريف. أما الجائزة النقدية (عشرة آلاف دولار أمريكي) فقد أهداها لأهلنا الصامدين المجاهدين في فلسطين المستباحة عساها تساهم في شراء خبز وحليب وحلوى لأطفال غزة المحاصرين وضمائد لجرحى بطش ووحشية المجرمين .
والمنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي إذ تبارك لمستشارها تدعو إلى الاقتداء بتصرفه النبيل وإنسانيته في التعاطي مع الأحداث ، وننشر نص كلمته في تلك التظاهرة الثقافية التي أقيمت بالشارقة 17 يونيو الجاري :-
صاحب المعالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة ، سعادة عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، السيد الوالي، السيد العمدة، أ. د. عبد الله محمد سالم السيد، رئيس بيت الشعر- نواكشوط، السيدات الفاضلات والسادة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
سامحوني إن بدوت صريحا أكثر من المعتاد، وهي صراحة يدفعني إليها الصدق الذي قد يتجلى -أثناء كلمتي الموجزة هذه- تغيرا في ملامح الوجه أو تلعثما في النطق وربما انسيابا في الدمع. يـتـقـاسـمـني في هـذه اللحـظـات إحـسـاسـان مـتـناقـضان: إحـسـاس بالـفـرح والغـبـطـة والسرور وإحـسـاس بالخجـل والذل والـعـار. الإحساس الأول ناجم عن التكريم تقديرا لمسار علمي ومهني امتد على مدى أربعة عقود ونصف، أبرز محطاته الأكاديمية الحصول على الدكتوراه 1997 وعلى التأهيل الجامعي 2011 وإصدار عشرات الدراسات في شكل كتب شخصية أو جماعية أو ضمن مساهمات في مجلات علمية وتقديم ثلاث وسبعين مداخلة في ندوات علمية داخل موريتانيا وخارجها، حيث زرت العديد من الجامعات ومراكز البحوث والتوثيق والأرشفة بأربع وستين مدينة عبر العالم ونسجت علاقات علمية وثقافية متشعبة وعابرة للقارات. هذا فضلا عن الإسهام في تكوين آلاف الطلاب في مختلف مستويات التعليم العالي وتأطير المئات من رسائل المتريز والليسانس والعشرات من بحوث الماستر وأطروحات الدكتوراه.
أما الإحساس الثاني فتمليه المعاناة التي يعيشها أهلنا في فلسطين المغتصبة -خاصة في غزة- حيث القتل والتنكيل والتشريد والتجويع على أيدي آلة القتل والتدمير الصهيونية/الأمريكية بدعم وتواطؤ النظام الغربي وصمت وتخاذل العالمين العربي والإسلامي. هذه الغطرسة الصهيونية والتخاذل العربي والإسلامي اللذين عانت وتعاني منهما فلسطين السليبة يهددان إيران الشقيقة الآن وقد يلحق ضررهما دولا عربية وإسلامية في المستقبل.
السيدات الفاضلات والسادة الأفاضل،
لا يسعني إلا أن أسدي جزيل الشكر وبالغ الامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تشريفي بهذا التكريم وعلى العناية الكبيرة التي يوليها للثقافة والفكر وللمكانة المتميزة التي يخص بها بلادي موريتانيا، هذه المكانة التي تتجسد الآن وبشكل ملموس في “ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي” وفي “بيت الشعر-نواكشوط” وفي “مجلس اللسان العربي بموريتانيا”، والبقية تأتي وربما تشمل بناء دار للمخطوطات الموريتانية.
إن هذه المكانة ليست وليدة اليوم، فقد شعرت بها شخصيا قبل ربع قرن من الزمان حينما انتخبني الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات يوم 16 أغسطس سنة 2000 ممثلا له في موريتانيا، ويومئذ أخبرني الدكتور وحيد قدورة رئيس هذا الاتحاد أنهم سيعقدون مؤتمرهم الثاني عشر في نوفمبر سنة 2001 بالشارقة تحت الرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي “يمنح موريتانيا عناية خاصة ويوصي بضرورة مشاركتها في هذا المؤتمر”.
وبعيد افتتاح سموه لذلك المؤتمر صافح المشاركين واحدا واحدا. ولن أنسى أنه خصني -رغم انشغالاته الجمة- بوقت لا استحقه ليسألني عن “موريتانيا بلاد الأصالة” و”عن شعبها الأبي المتمسك بدينه وبهويته” إلخ.
وقد انتهزت السانحة لأهدي لسموه كتابيّ: “المجتمع البيضاني في القرن التاسع عشر” و”وثائق من التاريخ الموريتاني”، فشد على يدي شاكرا. ولم تنقض بضعة أيام على عودتي إلى الوطن حتى وصلتني رسالة شكر بتوقيعه ينوه فيها بالكتابين.
أجدد الشكر الخالص لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة متضرعا إلى المولى عز وجل أن ينعم عليه بدوام الصحة وطول العمر وأن يوفقه ويجازيه خير الجزاء على ما يقدمه من تشجيع ودعم للثقافة والفكر.
الشكر المستحق موصول كذلك لسعادة د. عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ولطاقم هذه الدائرة المتميز.
تشكراتي الخالصة أيضا لصاحب المعالي الدكتور الحسين ولد امدو، وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة وللأستاذ الدكتور عبد الله محمد سالم السيد، رئيس بيت الشعر-نواكشوط.
أخيرا، وفي نطاق الصراحة غير المعهودة في موريتانيا خاصة في منطقة “إكيدي” وأمام عميدها المكرم الشيخ محمد فال ولد عبد اللطيف، فإنني أهدي القيمة المعنوية والرمزية لهذا التكريم إلى زوجتي العزيزة الدكتورة فاطمة عبد الوهاب التي لولا تشجيعها وتفهمها ومساعدتها وصبرها لما وصلت إلى ما وصلت إليه ولما حصلت على هذا التشريف، إذ وراء كل نجاح امرأة. فهي تستحق بجدارة أن يهدى إليها هذا التكريم.
أما القيمة المادية لهذا التكريم فإنني أقدمها هدية مستحقة أيضا لأهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين المستباحة عساها أن تساهم في شراء خبز وحليب وحلوى لأطفال غزة المحاصرين ومهدئات وضمائد لضحايا بطش ووحشية المجرمين الصهاينة والأمريكيين وصمت وتخاذل العرب والمسلمين. ولمثل هذا فليعمل العاملون
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
8 Responses
هنيئا أستاذنا الفاضل فقد كنتم نبراسا استنرنا به ونهجا سلكناه وقدوة لجيل من الباحثين في العلوم الإنسانية حفظكم الله ومتعكم بالعافية
في زمن تتزاحم فيه الأنانيات وتغيب فيه القيم، يشعّ موقف الدكتور محمدّو أمين كوميضٍ من النبل والكرامة، يذكّرنا بأن العلم إن لم يكن مغموسًا في الإنسانية فهو مجرد ادعاء أجوف. لقد جسّد بتصرفه في ملتقى الشارقة الثقافي أسمى معاني الوفاء والالتزام الأخلاقي، حين قدّم تكريمه المعنوي لزوجته، وفاءً لعطاء امرأة كانت السند والمُلهمة، وأهدى الجائزة المالية لأطفال غزة الجوعى وجرحاها المتألمين، تضامنًا مع كرامة الإنسان المهدورة في زمن الصمت والخنوع.
إنّ ما قام به الدكتور محمدّو ليس مجرّد مبادرة عاطفية، بل هو فعل مقاومة، وفعل تذكير، بأن المثقف الحقيقي لا ينفصل عن قضايا أمته، وأن المرأة الشريكة في الظل تستحق أن تُحتفى بها، لا بوصفها “نصف المجتمع” فحسب، بل بوصفها صانعة للنصف الآخر أيضًا.
في تكريمه كان للعلم مقام، وللحب مقام، وللقضية مقام. فهنيئًا لموريتانيا بأحد أنبل أبنائها، وهنيئًا للإنسانية بمن يُعيد الاعتبار لكلمة “مثقف”
أحمد محمود محمد أحمدٌ ( جمال )
بارك الله فيه وعليه
في زمن تتزاحم فيه الأنانيات وتغيب فيه القيم، يشعّ موقف الدكتور محمدّو أمين كوميضٍ من النبل والكرامة، يذكّرنا بأن العلم إن لم يكن مغموسًا في الإنسانية فهو مجرد ادعاء أجوف. لقد جسّد بتصرفه في ملتقى الشارقة الثقافي أسمى معاني الوفاء والالتزام الأخلاقي، حين قدّم تكريمه المعنوي لزوجته، وفاءً لعطاء امرأة كانت السند والمُلهمة، وأهدى الجائزة المالية لأطفال غزة الجوعى وجرحاها المتألمين، تضامنًا مع كرامة الإنسان المهدورة في زمن الصمت والخنوع.
إنّ ما قام به الدكتور محمدّو ليس مجرّد مبادرة عاطفية، بل هو فعل مقاومة، وفعل تذكير، بأن المثقف الحقيقي لا ينفصل عن قضايا أمته، وأن المرأة الشريكة في الظل تستحق أن تُحتفى بها، لا بوصفها “نصف المجتمع” فحسب، بل بوصفها صانعة للنصف الآخر أيضًا.
في تكريمه كان للعلم مقام، وللحب مقام، وللقضية مقام. فهنيئًا لموريتانيا بأحد أنبل أبنائها، وهنيئًا للإنسانية بمن يُعيد الاعتبار لكلمة “مثقف”
أحمد محمود محمد أحمدٌ ( جمال )
في زمن تتزاحم فيه الأنانيات وتغيب فيه القيم، يشعّ موقف الدكتور محمدّو أمين كوميضٍ من النبل والكرامة، يذكّرنا بأن العلم إن لم يكن مغموسًا في الإنسانية فهو مجرد ادعاء أجوف. لقد جسّد بتصرفه في ملتقى الشارقة الثقافي أسمى معاني الوفاء والالتزام الأخلاقي، حين قدّم تكريمه المعنوي لزوجته، وفاءً لعطاء امرأة كانت السند والمُلهمة، وأهدى الجائزة المالية لأطفال غزة الجوعى وجرحاها المتألمين، تضامنًا مع كرامة الإنسان المهدورة في زمن الصمت والخنوع.
إنّ ما قام به الدكتور محمدّو ليس مجرّد مبادرة عاطفية، بل هو فعل مقاومة، وفعل تذكير، بأن المثقف الحقيقي لا ينفصل عن قضايا أمته، وأن المرأة الشريكة في الظل تستحق أن تُحتفى بها، لا بوصفها “نصف المجتمع” فحسب، بل بوصفها صانعة للنصف الآخر أيضًا.
في تكريمه كان للعلم مقام، وللحب مقام، وللقضية مقام. فهنيئًا لموريتانيا بأحد أنبل أبنائها، وهنيئًا للإنسانية بمن يُعيد الاعتبار لكلمة “مثقف”
أحمد محمود محمد أحمدٌ ( جمال )
لله ثم للتاريخ نشهد للدكتور محمدو آمين بالإستقامة والكفاءة _ لقد ظل هذا الرجل وفيا لمبادئه وأفكاره النيرة لم يولِ اهمية يوما واحدا لمنصب سياسي ولم يساوم على مكسب مادي _ محمدو يمثل الأخلاق والتواضع والعلم في أبهى تجلياته ”
لقد أجمع الجمهور الثقافي في هذه البلاد على أن الدكتور محمدو يستحق مكانة خاصة بعلمه ومستواه البحثي والمعرفي وما يقدمه لصالح الجامعة منذ سنوات طويلة _ بقي لي أن أقول إن تكريمه بهذه الجائزة هو تكريم لأصحاب الكفاءات من مختلف العلوم والمعارف _ هنيئا لموريتانيا بوجود هذه القامة العلمية التي رفعت رؤوسنا وأعطت نموذجا للكرم والاخوة والتعاطف بين شعبنا والأخوة في غزة ”
حفظ الله أستاذنا المفضال محمدو أمين وحقق له مزيدا من النجاحات والتالق على المستوى الوطني والدولي.
علم الناس شيئا وغابت عنهم أشياء، غابت شخصية الأخ الكريم الودود، الأخ القريب عند الحاجة إليه الناصح الباذل للنصح الصادق فى النصح المحب لإخوانه.
الأستاذ محمدو ولد امين أو البروفسير محمدو كما يسميه الأهل و المعارف كل بلمسة حب أو وداد أو عرفان بجميل غير ممنون .
ابن خال أبى ، صديقى الشخصي وصديق إخوتي وصديق أهل البيت وحتى أحفادي أوجدت معهم نقطة لقاء ومواضيع للحديث والتعارف .
شرفتني بالدعوة لحضور حفل تكريمك ضمن الأسرتين الواسعة والضيقة ، رفعت رؤوسنا بكلماتك الصادقة وتعبيرك العفوي عما يعرفه الجميع من قيم لا تقدر بالمعنوية ولا بالمادية عن دكتورتنا الفاضلة ونبراس الأجيال المتنورة أختي د.فاطمة بنت عبد الوهاب فبارك الله لكما وللأحبة أولادكم وذويكم.
كما رفعت رؤوسنا ورؤوس الحاضرين حين عبرت عن تبرعك السخي بمبلغ الجائزة لأهلنا المحاصرين فى غزة وهم هم أمتنا وزماننا ، فجزاك الله أحسن الجزاء وتقبل منك وفرج عن الأمة ما تعانيه .
وفقك الله وسدد خطاك ورفع قدرك ورزقك قرة العين فى النفس والأهل
أختك توتو اباه حامد
I believe this website has got some real fantastic info for everyone : D.