المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمى

uaosr_img

اللغة العربية ونهضة العرب

بقلم : د. فاطمة بولحوش أستاذة اللسانيات العربية بجامعة محمد الأول بوجدة – المغرب

اللغة العربية هي لغة الدين والأمة والحضارة، وهي عامل مهم من عوامل النهضة عند العرب ، وأداة عملية لبلوغها. أبانت لغة الضاد عن قوة وشجاعة في مواجهة ما صادفها من عقبات في مسيرتها التاريخية؛ إذ استطاعت أن تحافظ على دورها في تماسك الثقافة العربية ولحمتها والحفاظ على هويتها. وعلى الرغم من هذه المكانة الاعتبارية، لم تحظ اللغة العربية بالاهتمام الذي يليق بها تعليما أو تعلما، سواء على الصعيدين العربي والعالمي، قياسا إلى ما تحظى به لغات أخرى. وقد عرف هذا الوضع تغيرا ملحوظا منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم؛ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، القرار رقم 3190، وهو القرار الذي نصّ على أن تكون اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، وأسهمت بعض الأحداث التاريخية المعاصرة في تزايد الاهتمام باللغة العربية، وواكب كل ذلك تنوع كبير في المنهج والبرامج، وكان للتكنولوجيا المتقدمة حظا وافرا في تقديم منصات لسانية متطورة ترتقي بنظام اللغة العربية وبمعالجتها الآلية مسخرة لذلك أساليب الذكاء الاصطناعي المتطورة، وموظفة كل الأدوات التي تسهم في استقطاب وجذب المزيد من المهتمين والراغبين في استغلال مواردها اللسانية من جهة ثانية. واكب هذا الاهتمام فتح آفاق واسعة للهندسة اللسانية والمعلوماتية التي ما فتئت تتحف البشرية ببرمجيات ذكية يوما بعد يوم على شكل تطبيقات متطورة ساعدت إلى حد بعيد على حل مجموعة من المشاكل التقنية والعلمية على مستويات لغوية مختلفة: صرفية ومعجمية وتركيبية ودلالية وتداولية، وعلى مستوى الترجمة الآلية والتلخيص الآلي والتعلم بنوعيه الآلي والعميق، والبحث عن المعلومات في الشابكة…، فمكّن ذلك كله من انفتاح اللغة العربية على فرص للتطوير والتوسيع المستمرين قد يساعدان مستقبلا على تجاوز تحديات هندسية ولسانية جديدة.

شارك المقالة

شارك الخبر

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *