بقلم : أ.د.مازن موفق الخيرو
عند النظر في واقع التعليم في الوطن العربي نجده بلا هوية واضحة المعالم ، بل تحكمه الوقائع السياسية للبلدان ، وكذلك الأزمات الاقتصادية وانعكاساتها السلبية ، وما تخلفه الحروب من نتائج . إن التعليم يجب أن تكون له هوية وخطط استراتيجية بعيدة المدى ، وعند معاينة العديد من النماذج التعليمية نلحظ خروج التعليم عن مغزاه الحقيقي في تحقيق حالة النهوض بالمجتمع نحو التقدم والازدهار على مختلف الأصعدة من خلال التشجيع على المخترعات والإتيان بالجديد وتطوير التكنالوجيا إلى التخندق في عباءة المادة ، ومن الأشياء التي تفقد التعليم هويته حالة الارتكاز على تطوير الجانب الإداري في المؤسسة التعليمية دون التركيز على تطوير جانب البحث العلمي باستمرار ، والعمل على نقل التجارب التعليمية الناجحة ، واستثمار الطاقات العلمية من خلال إنشاء مؤسسات بحثية علمية تؤسس لعملية التطوير للنهوض بواقع المؤسسات التعليمية ، ومن المسائل التي تفقد التعليم هويته محاولة المتعلم التفكير مسبقاً بالتوظيف بوصفه العلاج الاقتصادي له مادياً من خلال اختيار تخصصات معينة متاح فيها هذا التوظيف ، وهذا التفكير سلبي بالنسبة للهوية التعليمية الحقيقية ؛ لأنه يهدم مواطن الإبداع لدى الإنسان المتعلم ، فربما يمتلك المتعلم قدرة إبداعية في مجال آخر غير المجال المختار لاعتبار الحصول على الوظيفة ، ويمكن معالجة هذا التفكير السلبي من خلال شمول كل التخصصات بالتوظيف ، وفي هذه الحالة سيتجه المتعلم إلى التخصص الذي يجد إبداعه فيه فلا يفكر بالذهاب إلى غيره . إن هوية التعليم هي هوية المجتمع وواقعه ، عليها يقاس تقدمه وتأخره
One Response
المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي… صرح علمي حضاري متقدم نهضوي يسعى للنهوض بواقع البحث العلمي بكل مصداقية ودقة .